سعد خالد الرشيدي / تحت المجهر / فقيدة الكويت... السياحة!
1 يناير 1970
06:57 ص
| سعد خالد الرشيدي |
جرت العادة في الكويت قبيل كل عيد خصوصا عندما تمتد عطلته لأكثر من اسبوع مثلما سيكون عليه عيد الاضحى، تبدأ الزوجة والاولاد في التفكير مليا في المكان الذي يفضلون قصده، وبالطبع هذا يحدث ورب الاسرة منشغل بتحضير التكلفة المناسبة باعتبار ان وجهة العائلة ستكون خارج الكويت.
هذه العملية تكشف كيف أصبحت كويتنا طاردة، حتى في ايام عطلاتها الرسمية، حتى ان غالبية الكويتيين باتوا يعتقدون ان السياحة لم تعد قائمة، وانها فقيدة الكويت، ما يبرز التحدي السياحي المتنامي الذي تعيشه الكويت والكويتيون منذ الحديث الحكومي المتكرر عن الحاجة إلى تطوير البنية السياحية.
ربما لا يعد سرا القول ان الكويت لا تمتلك المناخ المناسب لان تكون فنارة سياحية طوال العام مثل العديد من الدول، لكن أقله لا يستقيم الوضع في ظل هذا الغياب الواضح للمعالم السياحية التي يمكن ان تخلق حضورا خارجيا او محليا في الكويت ولو في بعض العطلات.
في دبي البوصلة مختلفة نهائيا، فقد نجد ان بعض مواطني هذه الإمارة العامرة يفضلون قضاء عطلاتهم الرسمية خارج الامارة، لكن سبب هذا لا يرجع بالتأكيد إلى خلو دبي من عوامل الجذب السياحي، بل إلى الازدحام الذي تشهده الامارة في معظم ايام العام، رغم ان المناخ في دبي لا يعد احسن حالاً من نظيره في الكويت.
ينظر الى دبي على انها ملاذ لكل انواع السياحة في غياب وجود اي مشاهد مشابهة في الكويت يمكنها ان تستقطب سوى بعض الشرائح من المواطنين والمقيمين الذين يفضلون البقاء وقضاء عطلاتهم في منازلهم واحيانا في المجمعات التجارية باعتبارها البدائل الوحيدة التي يمكن ان يلجأوا اليها في تقطيع ايام العطلات الطويلة من دون ان يرهق ذلك جيوبهم الصغيرة.
الاكثر غرابة في الامر كله ان جميع المسؤولين الذين تولوا السياحة منذ استقلال الكويت اعترفوا بالفقر السياحي الذي تعاني منه الكويت، واثناء ذلك لم ينفك اي منهم في التأكيد على ان خطته للمرحلة المقبلة قائمة على احداث نقلة نوعية في المشهد السياحي المحلي، الا ان بعد قليل ومرور بعض الاشهر على هذا الحديث المتفائل يختفي المسؤول عن المشهد تماما ولا يبقى امامنا الا المشهد المألوف في اعتياد التخلف السياحي.
كنت اتمنى ان يتضمن الاستبيان الذي اعده مجلس الامة اخيرا ودعا اليه الرئيس الشاب مرزوق الغانم حول اولويات التنمية للمرحلة المقبلة ان تتضمن القائمة في اول عشر اولويات تنمية قطاع السياحة المحلية ومحاولة النهوض به، أقله بالقدر الذي يضمن ان يلبي طموح المواطن والمقيم في أيام العطلات القصيرة.
اعتقد ان تطوير قطاع السياحة وغيرها من القطاعات الراكدة تحتاج من القائمين عليها إلى استشعار اهميتها اولا، لأن من دون وجود هذه اللازمة لن يكون هناك التحفيز المناسب لصانع القرار على احداث التغيير المطلوب منه، ومن ثم يتعين ان يبدأ التطوير بالقادة انفسهم، قبل الحديث المجاني عن الرغبة في إحداث التنمية.
ملاحظة لمسؤولي السياحة:
أن تعيش لتحقق حلمي في التنمية خيراً من أن تعيش لتحطم أحلام الاخرين.