سالم خضر الشطي / فيض الخاطر / تساهلنا بالدماء فانتشرت بيننا!
1 يناير 1970
04:50 م
| سالم الشطي |
«نحن لا نتعلم، وما نسميه تعلماً هو مجرد عملية تذكر» - أفلاطون.
***
من أكبر النعم التي ينعم الله بها على أي بلد هي الأمن ثم الاستقرار، ويأتي بعدها التنمية بكل أنواعها، والأمن والأمان يكونان بالإيمان وتطبيق شريعة الرحمن، متى ما استطعنا فلترة الدستور مما يشوبه من مواد مخالفة للشريعة الإسلامية، وعدلنا ما يحتاج إلى تعديل، وشرعنا ما ينقصه من تشريعات، سنشعر بالأمن بشكل كبير جدا بإذن الله.
جريمتان حصلتا قبل أيام -في الأشهر الحرم- هزتا الشارع الكويتي الذي لم يعتد على أمثالهما، جريمة قتيل المارينا وجريمة الرحاب، فالأولى بين شباب مراهقين والثانية ولد يقتل والده، وبغض النظر عن مسببات هاتين الجريمتين ومن الجاني ومن المجني عليه في حقه، أجد لزاماً أن نقف ونتفكر ملياً وندرسهما حتى لا يتكرر هذا المشهد الأليم، في بلد وإن سبق حصول ما يقاربهما ولكن ولله الحمد لم تصل إلى حد الظاهرة.
نجد أن مشاهد الدم والقتلى أصبحت اليوم عادية بالنسبة للمشاهد أيا كان عمره ومهما كانت ثقافته، فمن يرى جثث السوريين اليوم الأبرياء أو جثث المصريين المغدور بهم، يجد أن شعوره لم يعد كما كان حين شاهد هذه الجرائم لأول مرة، طبع الإعلام على قلوبنا حتى اعتدنا مشاهد الظلم، ورأينا أن قادة العرب تلطخت أيدهم بدماء إخواننا المسلمين هنا أو هناك سراً أو علانية، ومع التبريرات الواهية لأبواق السلاطين من علمانيين ومساحي جوخ وقبيضة وغلاة طاعة، فهانت علينا تلك الدماء الطاهرة، وظن المراهق أن سيلان الدم أمر طبيعي وإن اختلفت الاماكن والجنسيات!
والمسؤولية الكبرى بعد مواقف القادة المخزية، أجدها تقع على عاتق الأسرة، فالأبناء ضاعوا وضاعت لحاهم بين انشغال رب الأسرة بلقمة العيش صباحاً وبالديوانيات والزيارات مساء، والأم بين الانستغرام - الذي أصبح بلوى في حد ذاته داخل المنازل لسوء استخدام بعض النساء له - والدوام والمكياج والتسكع في المجمعات والكافيهات! متناسين أن «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، وأن أثر التربية سلبيا كان أو إيجابياً سينعكس على الأسرة ثم على المجتمع بشكل عام؟
والإعلام مسؤول كذلك، فمؤلفو الأفلام والمسلسلات مسؤولون مسؤولية عظيمة لمشاركتهم في غسيل المخ وتسهيل الجريمة وانتشار الفساد بين أوساط المجتمع عبر ما خطته أناملهم - قطع الله المفسدة منها - فالمثل المعروف: «كثرة الدق يفك اللحيم» ينطبق تماما على تاثر الإعلام على المجتمعات، فتكرار مشاهد العنف والانحلال الأخلاقي والانفلات الامني تؤثر على العقل الباطل للإنسان فيعتادها ويتجرأ على ممارستها، الإعلام الذي ساهم في إسقاط حكام وتغيير أنظمة لا تستعصي عليه الأسرة الصغيرة في ظل عدم تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا وقبل ذلك ديننا الرائع والجميل.
وأشك أن الإعلام بمؤلفيه ومسؤوليه يعيش في بروج عاجية بعيدة عن الشارع، يسلط الأضواء على أمور بعيدة عن المجتمع ويتركها بلا حل، ويتغافل عن بلاوي يعيشها المجتمع وتحتاج إلى حل!
ولا أستبعد وزارتي الامن الاجتماعي: التربية والأوقاف التي تبني في المجتمع، في المدارس والمساجد، فينبغي أن يكون البناء عامراً قوياً على أساس متين لا ان يكون مهلهلاً وعلى جرف هارٍ، أكسِبوا منتسبيكم مهارات وفن العرض والإلقاء، وغيروا الأساليب القديمة التي أكل عليها الزمن، وركزوا على تعاليم الدين وأخلاقه السامية، التي كانت سبباً في دخول الكثير إلى الإسلام قبل السيف.
أما آن لنا جميعاً حكومات وشعوب وأسر مؤسسات مجتمع مدني أن نتحد ونتعاون من أجل ديرتنا ومستقبل أبنائنا «التربوي»؟
***
برودكاست:
الإسلام دين التربية، علم أولادك التكبير والتهليل في أيام العشر المباركة التي نعيشها، واذكر الله معهم، فإذا جاء يوم العيد حاول -ما أمكنك ذلك- أن تذبح الأضحية أمامهم وتؤكلهم منها.
Twitter: @slm_alshatti