طائر الأسبوع / «أم سالم»... نائحة الصحراء

يعد طائر أم سالم من أشهر طيور الجزيرة العربية، حيث تعيش في الصحراء القاحلة وتعتمد في طعامها على الديدان والحشرات الصغيرة **والسحالي والحبوب، ويساعدها منقارها الطويل والمعكوف للأسفل في الحفر بالرمال، ولها حركات مشابهة للهدهد، ولذلك سميت بالأجنبي «قبره هدهدية»، ويطلق عليها باللغة العربية الورقاء أو المكاء.

ولون أم سالم رملي، كما البيئة التي تحب أن تعيش بها، ولها خط أبيض على الجناح يشاهد خلال الطيران، أما تغريد أم سالم فهو صوت حزين دائما، ويذكر من يستمع اليه بجمال الصحراء والحنين إليها، ولذا له شهرته في الشعر العربي القديم.

ويقال أن تسمية هذا الطائر بـ»أم سالم»، نسبة إلى إمرأة عجوز كبيرة السن كانت تدعي على من يضايقها، ودعوتها لاتخيب، لذلك يحذر الناس التعرض لهذا الطائر لخوفهم إن يصيبهم بسوء، ومع ذلك فهي مسالمة إلى أقصى درجة.

وقليل من الطيور لا تعتمد على شرب الماء، ويمكنها تعويض ذلك من السوائل الموجودة في الحشرات، ومن هؤلاء أم سالم، التي تشرب الماء عند توفره فقط، ويمكنها تحمل قساوة الصحراء، وحرارتها المرتفعة، كما يساعدها منقارها الطويل في حفر الرمال والبحث عن الحشرات تحتها.

وتضع أنثى أم سالم من 2 إلى 3 بيضات تقريباً وتفقس بعد أسبوع، وعند محاولة الاقتراب من العش يقوم الطائر الذكر بالجري مسافة قصيرة، ثم يتظاهر بالاصابة كنوع من التمويه لحماية العش، ويفقس البيض في بداية الربيع عندما يكون الغذاء متوفرا للفراخ التي تكبر بسرعة كبيرة بعد تناولها كميات كبيرة من الحشرات يوميا، وتبقى الفراخ مدة قصيرة مع الأم تم ما تلبث أن تعيش حياتها بمفردها.

في هذا العام تم إصدار كتاب الدليل الحقلي لطيور الكويت، وكانت صورة الغلاف لطائر أم سالم، حيث إنه الطائر الأكثر شهرة في الكويت، ولكن خلال السنين القليلة الفائتة أصبحت أم سالم من الطيور النادرة بعد أن تعرضت للصيد والإبادة، وحاليا توجد في المحميات الطبيعية أو الأماكن البترولية المحمية من الصيادين.

وتستعد الطيور المهاجرة قبل هجرتها بالتزود بالدهون من خلال زيادة الأكل، لكي تقدر على تحمل رحلتها الشاقة، أما الطيور المقيمة، مثل أم سالم وغيرها، فهي تحتاج إلى طعام يوم واحد فقط، ولا تخزن الدهون في الجسم، ولذا فهي رشيقة دائما، ولا ينصح بصيدها أو أكلها لأن طعامها يتكون من الديدان.