مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أيتام
1 يناير 1970
08:00 ص
منذ سنوات والكويت تعيش فترة من التذبذب السياسي.
وكانت الحكومات تشكل ثم تستقيل أو تقال.
مجالس أمة تنتخب ثم تحل أو تبطل.
وأقطاب من أسرة الحكم تظهر فجأة وبعد أن تخفق بتحقيق طموحاتها العالية تختفي فجأة مثلما ظهرت.
وهذه الفترة من عدم الاستقرار صنعت مجموعة من الناس ارتبطت بقيادات تلك الفترة، سواء كانوا من الأسرة الحاكمة أو الرموز السياسية وأصحاب النفوذ، فكانت تتكسب بامتداح تلك الشخصيات بإسهاب وتنتقد منافسيها بفجور، وكل ذلك ليس عن قناعة أو مودة، بل المقابل قد يكون نقدياً أو عينياً أو منصبا مريحا.
وبغياب هؤلاء المانحين سعت تلك المجموعة التي سميت بالقبيضة والفداوية وتجار الكلمة والأيتام وبياعي المواقف، سعت لجر البلد لموجة جديدة من التأزيم أملاً بعودة المعازيب للأضواء من جديد، بعد أن خسروا عددا من مؤيديهم في مجلس الأمة الأخير، وفقدوا المنصب المهم في مكتب المجلس.
فبدأ هؤلاء أولاً بانتقاد موقف الحكومة في انتخابات رئيس المجلس، وهوّلوا زلة الرئيس مرزوق الغانم وصوروها بأنها من كبائر العمل الديموقراطي.
وها هم اليوم يتهمون سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء بالفشل والعجز وعدم الدقة في اختياره لوزرائه، متناسين بأن من اختار سمو الرئيس المبارك هو من اختار من سبقه في المنصب.
وطالب أحدهم بإشراك ستة من نواب المجلس في الحكومة، في تعديل وزاري سريع، وهو مطلب لطالما انتقده تياره السياسي، عندما طالب به نواب المجلس الأسبق، وهو مطلب ثبت فشله، لأن فيه تفريغاً لمجلس الأمة من الكفاءات القيادية، وتحييدها في العمل الحكومي، أو استغلال النواب الوزراء مناصبهم لمصلحتهم الشخصية ومصالح ناخبيهم.
ولعل تعالي الأصوات هذه الأيام وقبل عودة دور انعقاد المجلس وتحقيق أي إصلاح من خلال التعاون بين السلطتين، الذي ظهر التعاون بينهما جلياً خلال العطلة البرلمانية هو معركة استباقية لإفشال هذا التعاون، ولكن هذه الأصوات وإن علت وارتفع سقف انتقاداتها واتسعت المساحة الإعلامية لها في القنوات الفضائية الخاصة إلا أن تأثيرها على الرأي العام محدود جداً، لانكشاف أهدافهم للناس.
مبارك مزيد المعوشرجي