| د. تركي العازمي |
جرى نقاش طويل مع مجموعة طيبة من نواب وناشطين سياسيين كنت مشاركا فيه بحكم صفتي كباحث في القيادة الجيدة والأخلاقية والإدارة الاستراتيجية وكنت أصور لهم الحالة التي تمر بها مجموعة المسرحين من القطاع الخاص... القطاع الخاص الذي تعتبر فيه المؤسسة كالبنت لأبيها فحينما تقع مشكلة ما فيها تجاوز أخلاقي، تجد اصحاب القرار أكثر حرصا على «طمطمتها» كنوع من الستر على سمعة البنت!
والحال في القطاع العام يختلف شكلا ومضمونا، فالمتضرر يجد القوانين والمحكمة الإدارية ملجأ له وكم من حكم كسبه أصحابه من المتضررين من قرار إداري خالف الإجراءات السليمة وهو ما رسمنا خطوطه في رسالة الدكتوراة تحت مسمى القيادة الأخلاقية.
وبالنسبة لعنوان المقال «مراجع... وران على قلوبهم» فالرابط بين مراجع والآية الكريمة «وران على قلوبهم» نهدف من خلاله كشف حقيقة بعض المسرحين من القطاع الخاص والظلم الذي وقع عليهم... فهم، أي المسرحون، على الرغم من أنهم أجبروا على قبول إنهاء خدماتهم ولو بالضغط عليهم حتى يتقدموا باستقالاتهم فهم لا يتركون بحال سبيلهم: كيف؟!
يقول لي بعضهم إنهم يتعرضون للملاحقة من خلال تشويه سمعتهم فعندما يتقدمون لوظيفة ما جرت العادة أن تقوم الجهة بالاستفسار عنهم من خلال مراجع من قيادات مركز عمله السابق... وهنا تظهر الصدمة حيث العبارات والوصف غير الأخلاقي عن المتقدم وإن كانت قيم جهة العمل الجديدة متزنة عادلة تجدهم لا يعيرونها أي اهتمام!
يقول الله عز شأنه «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون» والتفسير للآية ذكر فيه «يقال رين بالرجل إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه، فعمي عليه معرفة الشر من الخير، الباطل من الحق، والطيب من الخبيث!
القيادي.. اي قيادي يستحسن عبارة «كل شيء تمام» ويقرب من «يطبل» له ومن يشوه له الحقائق ويمزجها بالباطل ناهيك عن عدم تملكه صفة الاستماع الجيد الذي يأخذ المعلومة من الطرف «المنافق/ الكذاب» ويترك الطرف الآخر يواجه مصيره فإنه تدريجيا بشكل تراكمي يجد نفسه ضمن قائمة ران على قلوبهم المولى عز شأنه!
هذه حال مؤسساتنا فعميت العيون عن النظر إلى الحقيقة، وصار بينها وبين الواقع حجاب متين، وبات «المتسلقون/ المنافقون» هم في وجه القيادي البطانة الصالحة وأذكر أن إحدى المجلات قد وصفت الفساد الإداري في الكويت بعبارة «Hopeless Case» أي حالة ميئوس من معالجتها: لماذا؟ لأن المتابع لها ومن بيده القرار قد ران الله على قلبه إلا من رحم ربي وهم قلة!
لذلك، ختمت حديثي للحاضرين بتركيز حرصهم على البحث عن الحقيقة الغائبة وسن القوانين وإيجاد حوكمة محددة الأبعاد لحماية الكفاءات ممن وصفهم المولى في الآية الكريمة!
عزيزي القارئ... عزيزتي القارئة... ابحثوا عن المرجع الأخلاقي وساعدونا ولو معنويا في القضاء على آفة الفساد القيادي والإداري وتذكروا قول المولى «وقفوهم إنهم مسؤولون»
... والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]