أحد أبطال الفرقة 18 مشاة

العميد أسامة الصادق: 4 شظايا في رأسي ... تذكار من الحرب

1 يناير 1970 04:55 م
| القاهرة - من أحمد عبدالعظيم |

يستعيد العميد أسامة الصادق ذكريات أكتوبر، قائلا: «كانت رتبتي «رائد» في سلاح المشاة بحرب أكتوبر والمهمة التي اشتركت فيها في الحرب بالفرقة 18 هي **العبور قبل موعد بدء الحرب بربع ساعة من جزيرة «البلاح» جنوب القنطرة والاستقرار على بعد 7 كيلو مترات بعد العبور، بغرض الانتظار لصد الهجمات الإسرائيلية وشغلهم عن التقدم لمدة ساعتين، والمنطقة التي تم اختيارها للموقعة كانت تضاريسها شديدة الوعورة فطريق العريش القنطرة شماله كله ملاحات والجنوب تمركزنا فيه والتخطيط كان عدم الضرب إلا بعد اقتراب المدرعات الإسرائيلية ورؤية أول مدرعة للعدو على بعد 200 متر حتى تتمكن الأسلحة من الضرب بكامل طاقتها من رشاشات ومدفعيات».

وأضاف: «اشتدت المعركة وكان من المفترض وصول إمدادات للفرقة بعد ساعة لكن تعذر الوصول، وكان علينا المواجهة بالإمكانيات المتاحة وكان موقعي بالمهمة في مركز الملاحظة، وهو عبارة عن خندق صغير في الأرض ندير منه مهمة الفرقة».

وقال: «ثم أصبحت المواجهة مباشرة مع اقتراب العدو منا وحاول قائد الفرقة الإسرائيلية أسري، لكن حال دون ذلك مجند يدعى أحمد همام من فاقوس محافظة الشرقية كان له موقف بطولي تدمع عيني عندما أتذكره، فقد ضحى بحياته وفداني، وعلى الرغم من أن المجند أحمد همام ولد وحيد أصغر إخوته البنات، لكنه دخل الجيش وطلبت منه قبل الحرب تقديم كشف عائلة لكن كان يتهرب من تقديمه خوفا من إنهاء خدمته وتحقيق حلمه في الذهاب للحرب لرد كرامة بلده».

وأضاف العميد أسامة الصادق: «حدثت الواقعة البطولية التي حدثت كالتالي: اتجه نحوي المجند أحمد بعد محاولة أسري فأطلق عليه العدو العديد من الطلقات النارية التي أصابته في أنحاء متفرقة من جسده، ومع ذلك استمر في الجري وينفض الطلقات التي تصطدم بجسده وتخرج من الناحية الأخرى في مشهد أشبه بالخيال وصرخت فيه بأعلى صوتي كي يتوقف «ارقد يا عسكري» لمنعه من التوجه نحوي لكن لا فائدة حتى وصل إلى مكان متوسط بالقرب مني وأطلق منه دفعة نارية قتلت 8 جنود إسرائيلين كانوا متربصين بي وسقط قتيلًا بجوار المدفع، وبعد ذلك انفجر مركز الملاحظة ومات 10 من زملائي المتواجدين به وأصبت إصابات بالغة على أثر الانفجار في ظهري ورأسي، حيث دخلت مجموعة من الشظايا فيها ولا يزال 4 منها في موجودة برأسي أعتبرها «تذكار» من حرب أكتوبر».

ويتذكر العميد أسامة، أن يوم ميلاده هو السادس من أكتوبر الذي تصادف مع موعد الحرب، ويقول: عندما أصبت اعتقدت أنني سأموت في يوم عيد ميلادي قرأت الفاتحة على روحي وكان عمري وقتها 29 عاما وكل ما كان يؤلمني وقتها تذكري حزن عائلتي عليَّ وبعدها فقدت الوعي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفى واستشهد في هذه المعركه 64 مقاتلًا وجرح 146، ويضيف: وخلال تواجدي بالمستشفى جاء إليَّ أحد الأصدقاء لزيارتي أخبرني معلومات أفرحتني، وهي أن الجيش الثالث استطاعت قيادته فك حصاره، من خلال تكليف السادات للمخابرات الحربية باختيار ضابط على علم واتصال بأهل سيناء وتكليفه بالذهاب إلى بدو سيناء وإخبارهم أن «الجيش محاصر» وبالفعل حدثت استجابة سريعة من البدو وبدأوا في إرسال جمال محملة بالأكل والشرب واستغرب وقتها العدو عن كيفية حصول الجيش على الإمداد، ويلفت العميد أسامة الصادق إلى أنه ألف كتابًا اسمه «الناس والحرب» عن ذكريات أكتوبر عام 2007 ويقول رصدت فيه روح التضحية وإنكار الذات التي عشناها في الحرب.

ويكشف العميد أسامة عن سر استبعاد أركان حرب اللواء سعد الشاذلي من احتفال أكتوبر خلال السنوات الماضية ورفع صورته من غرفة العمليات العسكرية في ظل النظام السابق بسبب موقعة تسمى مذبحة الهليوكوبتر، حيث كان هناك مخطط للقيام بضربة جوية ثانية من الطائرات المقاتلة لتأمين مجموعة الطائرات الهليوكوبتر التي تحمل جنود صاعقة، لكن مبارك رفض خروج الطائرات مرة أخرى لذا كانت هذه الواقعة سببا للتنكيل بالشاذلي بعد تولي مبارك رئاسة الجمهورية وحرمانه من أي تكريم كبطل من أبطال أكتوبر.