محمد العوضي / خواطر قلم / السعوديون... وشذوذ الدراما الكويتية !

1 يناير 1970 01:57 ص
في زيارتي للمنطقة الشرقية (الدمام والخبر والظهران) وفي اكثر من موقف ومناسبة تكرر السؤال ذاته: هل ما نراه في المسلسلات الكويتية من ضرب وبكاء وابتذال يعكس حقيقة حياة الكويتيين؟!

كانوا يسألونني وفي عيونهم خجل واستنكار!! خجل من ضيف كويتي جاءهم ليتحدث عن قيم المجتمع ورقي الاخلاق واستنكار يأخذ معنى (الرفض) كون معظمهم يتردد على الكويت، لما له من العلاقات والصداقات والقرابات مع أفراد المجتمع الكويتي ويرى من أخلاقهم ومعاملاتهم ما يعكس خلاف الصورة التي تكرسها (الدراما)... هذه الاسئلة من أهل (الشرقية) ولم تكن أسئلة (الشرقاويين) هي الاولى من نوعها اذ سبق وتكررت بشكل ما على ألسنة من التقيتهم من سائر مناطق السعودية وعامة الخليجيين والعرب الامر الذي أثارني الى كتابة رأيي بهذه التغريدات:

• الدراما الكويتية تسيطر عليها (عصابة) من المنتجين لا هم لهم سوى البيع والتسويق ولو على حساب قيم الدين وأخلاق المجتمع، وشجعتهم فضائيات العبث!

• الدراما الكويتية انسلخت (في غالبها) عن دنيا الواقع وارتمت في أحضان الاثارة والمبالغات، تعرٍ، بنات، سيارات، ترف، أثاث، شذوذ، جريمة، ضرب، كل الموبقات.

• الدراما الكويتية: لا حل لهذه (العصابة) في الكويت وغيرها إلا: تشجيع البديل المحترم، تفعيل الرقابة الحكومية، عزوف المشاهدين، توبة... الفاسدين!!

لم تكن اجابتي التي سطرتها تلك التغريدات وليدة انطباع عام، وإنما جاءت ثمرة (مرة) لسلسلة من اللقاءات والحوارات مع المنتسبين بعالم الفن بدءا بلقائي الشهير قبل سنوات مع مجموعة من الفنانات ومرورا بأحاديثي المباشرة مع المتخصص في الدراما الكويتية الدكتور نادر القنا وأخيرا وليس آخرا حواراتي مع الفنانين طارق العلي وحسن البلام في لقاء مصادفة ليلة الاحد في حفل زواج صالة الميلم.

وقد اعترفا بمضمون تغريداتي عن الدراما المحلية وزادا عليها بأن الاعمال الدرامية الجادة والهادفة باتت شريدة يتيمة لا داعم لها ولا راعي ولا أب!!

أما المفاجأة الحقيقية التي أذهلتني وحملتها إليّ تقنية (تويتر) فتمثلت في ذلك الكم الكبير والسيل المتدفق من آراء وردود الافعال الساخطة للفن وأهله والدراما الكويتية وصنّاعها وقد ألجأت الكثير من الأسر الكويتية الى تنكيس رؤوسهم خجلا وتبرأوا مما تعرضه مستنقعات الدراما من صورة غير واقعية وشاذة عن حياة المجتمع الكويتي.

فيا ترى هل من صحوة أخلاقية قيمية تصب في الصالح العام وصورة المجتمع نتوقها من أهل الفن وصناعه، أم هل من انتفاضة للقائمين على الرقابة والاشراف الرسمي من الحد من هذا القدر من الانحطاط والابتذال والتشويه والتسويق والتطبيع على كل ما هو سلبي ومن مستنقع المادية الآسن حين نُسأل من أحبابنا السعوديين وغيرهم؟



محمد العوضي

mh-awadi@