سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / حنّة ورنّة

1 يناير 1970 12:59 م
| سلطان حمود المتروك |

مثل من أمثال هذه الديرة الطيبة والحنة هي الإلحاح في القول، والرنة هي الصوت المنبثق عن كثرة الإلحاح.

وهذا القول نراه واضحاً في مشاهد الحياة المختلفة وفي مناظرها وتختلف الحنة من ظرف لآخر، ومن حقبة لأخرى ومن زمن لآخر ومن يوم لآخر لأن الزمن في أيامه ولياليه تعتريه أحداث، والأحداث لها مناصرون ومؤيدون ومعارضون ومناهضون، وما أكثر الحسنات في المشاهد السياسية، فكل يصرح في قضية يناصرونها فيجعلها هي صاحبة الحق والعكس صحيح إذا ما رأينا على المستوى الشخصي، فإذا عمل أحد عملا قد يستهويه البعض فيرفعه ويؤيده على عمل آخر، قد لا يجد له من يرفعه ويثير عليه الحنة والرنة كي لا يظهر إلى العيان إلا أن الحق لابد وأن يظهر والباطل لابد وأن يزول، والذي يعمل لأجل الله لابد وأن ينتصر، وان الدوائر تدور على الظالمين والذين يعملون من أجل الانسانية ورفعتها وتقدمها مستبصرين بهدى الله الكريم لهم النصر والعزة ولو كانت الأضواء لا تُسلط عليهم ولا تكون لأعمالهم رنة كالذي ينفق في سبيل الله ولا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. عزيزي القارئ، وعلى صعيد مشهدنا السياسي نشاهد حنات ورنات وتصريحات وتصريحات مضادة، والكل ينشد التنمية ويطلب مشاريع لقرارات تعمل على التنمية الشاملة، والكل يسارع في تنمية البشر قبل الاسراع في بناء الحجر، ولكننا لا نجد لوائح تنفيذية لقوانين قد أصدرت، فكلما حل مجلس قام بإثارة المشاريع الماضية ولم تضع وزارات الدولة لوائح لتنفيذها. فعسى الاستبيان الأخير الذي قامت به الأمانة العامة لمجلس الأمة وأفضى عن الأولويات في التشريع يكون طريقها ملموسا، وعسى أن تكون القضايا الثلاث التي عبر عنها الاستفتاء هي أكثر إلحاحاً أن ترى سبيلها إلى النور، وعسى أن تحل كل قضية منها في فصل تشريعي واحد لكي تكون هناك قضية رئيسية لمجلس الأمة، فالاسكان والصحة والتعليم من القضايا المهمة والملحة وان كانت كل قضايا المجتمع هي ملحة، ولكن أين التنفيذ؟ وأين الوقت المتاح للمشرعين كي يفكروا وينقبوا ويقوموا باستخلاص الحقائق والعمل على تنفيذها والمتابعة في اجراء عملية التنفيذ؟

سيكون ذلك باتحاد القلب والفكر واللسان من أجل بناء الإنسان وصدق أبوماضي:

وطريقي ما طريقي

أقصير أم طويل

أأنا قائد دربي

في مسيري أم مقود

أتمنى إنني أدري

ولكن لست أدري