«الراي» سلّطت الضوء عليها وعلى جزيرة «كبّر» فتجاوب النواب وجمعيات المجتمع المدني
«قاروه» تفتح ملف الجزر المنسية حكومياً
1 يناير 1970
12:52 م
| كتب غانم السليماني |
أطلقتها «الراي» صرخة مدوية، فكانت الاستجابة السريعة من الجهات الرسمية والشعبية والبرلمانية.
تلك الصرخة التي حذرت الأسبوع الماضي من اختفاء جزيرة قاروه وانحسار مساحتها، أوجدت صدى فتشكلت فريق انقاذ حكومية وشعبية تنطلق اليوم للجزيرة، واكبها اهتمام نيابي يدعو الحكومة للالتفات الى الجزر والعمل على تأهيلها ومنع كل ما يؤثر على وجودها وسلامة بيئتها البحرية.
فاليوم تنطلق مراكب الفريق المشترك من الهيئة العامة للبيئة وجمعية البيئة الكويتية الى الجزيرة بهدف اجراء دراسة ميدانية عنها تتعلق بقياس أطوالها والعوامل المؤثرة سلبا على وجودها من تغيرات بيئية ونفايات وزيوت سفن تسهم كلها في قتل الأحياء البحرية الكائنات الدقيقة التي تتغذى عليها الأسماك، اضافة الى ظاهرة كبيرة تتمثل في استخدام مسدس الغوص.
«الراي» تابعت ملف جزيرة قاروه ورصدت آراء النواب والمختصين الذين حذروا من ظاهرة خطيرة وهي استخدام بعض الصيادين أسلحة قاتلة وخطيرة جدا لصيد الأسماك التي تسمى (supergun) وقد تستخدم أداة للقتل الذي يقوم به الصيادون كنوع من الرياضة والترفيه لكنه يتسبب بقتل الحياة البحرية.
حملة وطنية
جمعية حماية البيئة من خلال رئيس فريق الغوص فيها جاسم الفيلكاوي حذرت فتجاوب معها النواب الذين طالب بعضهم باعادة النظر بالجزر الكويتية. فالنائب الدكتور عودة الرويعي طالب باطلاق حملة وطنية شاملة لانقاذ الجزر الكويتية من الاهمال واعادة الحياة البيئية فيها بعد ان فقدت رونقها وطبيعتها بسبب التجاهل الحكومي، اضافة الى تسليط الضوء على الجزر الكويتية وتوعية المواطنين والمقيمين وحثهم على المساهمة في هذه المسؤولية التي تتمثل في الحفاظ على الجزر وحمايتها من التلوث تجسيدا لمعاني الولاء والانتماء للوطن.
وأوضح أن المبادرة لابد أن تكون من قبل الحكومة باعتبارها الجهة المختصة بحماية البيئة والتشديد على أهمية المحافظة على البيئة وحماية الشواطئ والأماكن العامة، مؤكداً على المردود الصحي والاجتماعي الذي يعود على كافة أفراد المجتمع في حال الاهتمام بالجزر.
وزاد أن اهتمام الحكومة بتنمية الجزر واعادة تأهيلها أمر مخجل وهذا الاهتمام يشكل هاجساً لدى النواب مطالبا بتكثيف جهود الهيئة لحماية البيئة بشكل عام وتحويلها الى بيئة خضراء والمحافظة على التنوع البيولوجي خصوصا البيئتين البحرية والساحلية.
تفعيل القوانين
من جانبه، شدد النائب حمود الحمدان على ضرورة الاهتمام بالحياة البحرية على وجه العموم والجزر على وجه الخصوص وتفعيل القوانين لردع المخالفين والاهتمام يكون من شقين بيئي وسياحي.
وزاد أن لابد من منع وسائل الصيد التي يستخدمها الغواصون أو منحها لمن يحمل ترخيصاً حيث يعد مسدس البحر وسيلة قاتلة.
وأفاد الحمدان اننا عندما نتحدث عن نظافة بيئة الكويت التي كانت رائدة في السابق في انتاج الأسماك ولكن هناك تلوث البحر ومد الأحمر يسهم في تدمير البيئة البحرية وهذا الامر يتطلب جهوداً حكومية لكي نكون في مصاف الدول المنتجة للأسماك من خلال الاهتمام بمزارع الأسماك والتركيز على الانتاج حتى يعتدل سعر اللحم الابيض.
من جانبه، كشف رئيس فريق الغوص في الجمعية الكويتية لحماية البيئة الكابتن جاسم الفيلكاوي عن عملية تخريب متعمدة، تعرَّضت لها الشعاب المرجانية من قبل الصيادين كسّر المرجان او رمي بقطعه على البر.
واضاف الفيلكاوي نطالب ايجاد حل جذري لآثار هذه المشكلة التي تؤثر سلباً في البيئة البحرية من خلال العمل والتحرك الحكومي.
واكد الفيلكاوي ان الشِعاب المرجانية في الجزر مدمرة بشكل كبير نتيجة الملوثات المتعددة والترسبات الطينية التي تسببها التيارات المائية الطبيعية، مبينا ان المشكلة الاخرى التي يعاني منها المرجان هي قلة وعي بعض الغواصين ورواد البحر، ما يتطلب ضرورة اقرار قانون خاص لحماية الشعاب المرجانية، من خلال تحويل جزر البلاد الى محميات طبيعية تتم مراقبتها من قبل جهات متخصصة لافتا الى ان هذا اقل ما يمكن ان نفعله من اجل المرجان.
صيد مستهتر
وأضاف الفيلكاوي أن بعض الأشخاص لا يراعون مواسم تكاثر الاسماك والاحياء البحرية فيقومون بكل استهتار بصيدها في ذلك الموسم فيما يعرف بالصيد الجائر واعادة الأسماك الصغيرة الى البحر من اجل تكاثرها.
وزاد أن الجزر تتعرض للتدمير في الحياة البحرية بالكويت وأصبحت تثير الشفقة ولابد من العمل على انشاء المحميات البحرية لتكون مأوى للكثير من الاسماك.
وحذر الفليكاوي من «المسدس البحري» الذي يستخدم للغوص الخطير على حياة الآخرين ولابد من منعه أو منحه بترخيص رسمي، مطالبا بسن قوانين تحد من المخاطر والتهور والتسرع في استخدام أسلحة الصيد البحري،، لابد من تعليم الصيادين طرق الوقاية والسلامة من المخاطر ومعرفتهم التامة قبل استخدام المسدس بجميع الحالات التي قد تحصل في حال حدوث اي اهمال في طريقة استخدام المسدس البحري وأحيانا يقوم الشخص باستخدام المسدس في البيت حتى يتقن التصويب فلا يعلم بخطورة ارتداد المسدس والرمح خارج الماء.
وافاد بان افضل وقت لمشاهدة الحياة البحرية في الكويت بوضوح هو خلال أشهر الشتاء وحتى اواخر مايو فيما تتعكر المياه خارج تلك الأوقات لأسباب عدة منها ضحالة المياه والطمي الذي يحمله نهرا دجلة والفرات عندما يصبان في الخليج.
وافاد بان المنطقة المحيطة بجزيرة قاروه هي من أفضل مناطق الغوص في الكويت من حيث توفر المرجان والاحياء البحرية التي لا مثيل لها في جزر الكويت الاخرى مضيفا ان «كبر وقاروه من الجزر الجميلة ايضا الا انه لقربهما اكثر من الشاطئ فقد اصابهما الدمار بشكل كبير لاسيما الحدائق المرجانية الموجودة فيهما. وأوضح انه كلما كانت الجزر أبعد من أن تطولها يد الانسان كانت أجمل واكثر احتواء لأنواع المرجان والنباتات والاحياء البحرية التي تسكن بها كما ان القطع البحرية المخفية عن اعين العامة تتشكل حولها بيئة جميلة.
مخاطر قديمة تهدد الجزيرة
المخاطر التي تهدد جزيرة قاروه تعود الى العام 2007 حيث نشرت تقارير بيئية أن «قاروه» ستغرق بسبب التلوث، حيث تحيط بالجزيرة أحزمة من المرجان، ولكن هذه الأحزمة بدأت بالتحطم بسبب رسو القوارب بجانبها ما يسبب بوصول الأمواج القوية الى الجزيرة الــــــتي لا ترتفع عن الأرض بشكل كبير، وقد بدأت ملاحظة الظاهرة في العام 1997.
وأكدت التقارير أن هناك سببين قد يؤديان الى اختفاء الجزيرة الأول هو اختفاء الشعاب المرجانية والثاني هو ارتفاع منسوب مياه البحر، وأدى تغير اتجاه الأمواج أثناء فصول السنة الى تصغير حجم الجزيرة بشكل سريع جدا حتى تم وضع رصيف بحري يحد الأمواج وينقذ الجزيرة من صغر رقعتها البرية واضافة مرابط بحرية عديدة حول الجزيرة لرسو القوارب حماية للشعاب المرجانية المحيطة بالجزيرة. وتم اعلان الجزيرة محمية طبيعية في عام 2008 ولم يتم تطبيق أنظمة حماية الحياة الفطرية على ارضها الى الآن.
قاروه في سطور
تعد جزيرة قاروه من أصغر الجزر الكويتية الجنوبية وأكثرها توغلا داخل البحر حيث تبعد عن ساحل الزور 37.5 كم، كما تبعد عن جزيرة كبر 33 كم و789 مترا، وتبعد عن جزيرة أم المرادم بمسافة 16 كم و90 مترا وتبعد عن جزيرة عوهه، وعن رأس المشعاب في السعودية 40 ميلا بحريا.
ويبلغ طولها 275 مترا وعرضها في بعض الأماكن لا يتجاوز 175 مترا
الخباز: على يد نخبة من المتدربين الجدد
«الغوص» نفّذ مشروعاً لرفع مخلّفات من «أم المرادم»
كتبت غادة عبدالسلام
نفذ متدربو فريق الغوص الكويتي التابع للنادي العلمي بنجاح مشروع «الغوص ضد المخلفات» في جزيرة أم المرادم، تحت اشراف أعضاء الفريق.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول مركز التدريب في فريق الغوص الكويتي في النادي العلمي الكابتن مشاري الخباز بأن المشروع الذي يهدف الى رفع المخلفات المتراكمة من قاع جزيرة ام المرادم نفذها نخبة من الغواصين المتدربين الجدد الذين تم اختيارهم لتنفيذ مشروع «الغوص ضد المخلفات» في جزيرة أم المرادم، الذي يأتي ضمن البرنامج التدريبي لموسم 2013، لافتا الى ان المشروع جاء تنفيذا لما تلقاه المتدربون من مهارات ومعارف في مجال الغوص على أرض الواقع، وفي اطار رسالة الفريق لنشر ثقافة الوعي البيئي والمحافظة على البيئة البحرية، وكذلك نشر الوعي بممارسة رياضة الغوص باحترافية.
وبين ان «النادي العلمي يوظف امكانياته وجهوده دائماً في احتضان الأجيال الناشئة وشغل أوقات فراغهم وتدريبهم على أعمال مفيدة تعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع الكويتي كله»، لافتا الى ان «المشروع يهدف الى رفع المخلفات المتراكمة في قاع جزيرة أم المرادم التي تلقى من مرتادي البحر أو تنتقل من الشواطئ الى البحر عند هبوب الرياح».
وذكر انه «لوحظ عند تنفيذ المشروع تناقص كمية المخلفات في قاع البحر مقارنة بالأعوام السابقة ما يدل على ان الفريق قد نجح في نشر رسالته المتمثلة في نشر الوعي البيئي لدى مرتادي البحر والشواطئ»، مشيراً الى ان «تراكم المخلفات كان على شاطئ الجزيرة وفي الأماكن المخصصة لها من دون ان تعمل الجهات المسؤولة على رفع هذه المخلفات التي تسبب دماراً للبيئة الساحلية».
بدوره، شدد عضو فريق الغوص الكويتي الكابتن علي النجادة على ان المخلفات البيئية من صنع البشر وهم الوحيدون القادرون على وقف تلك التعديات، ولابد من تضافر الجهود بين كل أفراد المجتمع ومؤسساته للمحافظة على البيئة البحرية، فالكل يستطيع ان يحدث فرقا من خلال عدم إلقاء المخلفات في البحر أو على الشواطئ، مطالباً بضرورة تفعيل القوانين الخاصة بالبيئة وتشديد العقوبات على المخالفين لهذه القوانين للحد من زيادة هذه التجاوزات.
سكان قاروه
تسكن الجزيرة أسراب كثيرة من الطيور البحرية المتنوعة، والتي تضع بيضها بين الحشائش على أرضها، وتقصدها أيضا بعض الطيور البرية في الربيع، وينبت على أرضها العشب بعد تساقط الأمطار، كما توجد بعض النباتات الحولية فيها، وتتناثر فيها بعض الشجيرات التي تقاوم الملوحة وجفافها، كما يوجد في أراضيها بعض الزواحف والسحالي وبعض الحشرات البيئية، وتحتوي شواطئ الجزيرة على الأصداف البحرية التي تحتوي على حيوانات بحرية ذات أجسام رخوة.
«الدفاع» تملك الحل السريع
قال رئيس فريق الغوص في جمعية حماية البيئة جاسم الفيلكاوي ان «وزارة الدفاع هي الجهة الوحيدة في الكويت التي تملك انقاذ جزيرة قاروه لما تملك من معدات ضخمة وحديثة لافتا إلى أن تدخل وزارة الدفاع سينهي مشكلة الجزيرة في غضون شهرين».
وافاد الفيلكـــاوي أن «معــدات وآلات وزارة الدفاع ضخمة ومتنوعة وبالتالي تصبح الجهة الوحيدة التي تملك انقاذ الجزيرة من الاختفاء».
< p>< p>