د. وليد التنيب / قبل الجراحة / تفكير برلماني

1 يناير 1970 04:52 م
كان جاسم ابناً لعائلة متوسطة الحال... وقد عرف عن أبيه طيبة الأخلاق وحب العمل.

غرس «أبو جاسم» في أولاده من خصاله الجيدة قدر الإمكان، وحاول أن يكون لهم عوناً في حياتهم، ولكنها الأقدار... إنه الموت الذي غيّب أبو جاسم عن أبنائه في وقت كانوا هم في أشد الحاجة إليه.

أصبحت «أم جاسم» هي الأب والأم... أصبحت هي المفكر والمدبر... السائق والطباخ والخادم... والمدرس... فقد تخلى عنهم...! أترك لك الخيال الآن لتتخيل من تخلى عنهم.

استطاعت أن تربي أولادها كما شاهدت «أبو جاسم» يفعل... ربتهم بطريقة «أبو جاسم» بالرغم من عدم وجوده.

كبر جاسم وكبر إخوانه وأخواته... ولا ننسى أن نذكر دور جارهم «أبو عماد».

كان «أبو عماد» رجلاً ذا إعاقة، فقد بُتِرت ساقه بسبب حادث في العمل ورُكّبت له ساق اصطناعية... أصبح ذا عرجة واضحة أثناء المشي.

ومع هذا، غيّر مكان عمله لمكان لا يحتاج فيه أن يتحرك كثيراً... وبسبب إخلاصه واجتهاده، استطاع أن يصل إلى أعلى المناصب في الشركة التي يعمل بها، وأصبح ذا شهرة واسعة لأن الشركة التي يعمل بها لها علاقة بالخدمات المقدمة للمواطنين.

كان لـ«أبو عماد» و«أم عماد» دور واضح في تربية جاسم وإخوانه ومساعدة «أم جاسم» على تخطي الصعاب... حتى أن جاسم كان يعامله معاملة الأب.

في يوم قرر جاسم الزواج... ولم يجد أفضل من «أبو عماد» ليأخذه معه لخطبة البنت التي اختارها.

بالفعل، ذهب «أبو عماد» مع جاسم لخطبة البنت... وبعد السلام والتعارف، طلب «أبو عماد» وبشكل مهذب البنت لجاسم... بعد أن أوضح محاسن وجميع إيجابيات جاسم.

كان رد أب البنت موجهاً لجاسم... وقال لجاسم «ولكن أبو عماد يعرج»!

ضحك جاسم وقال لأب البنت إن «أبو عماد» هنا لطلب يد ابنتك وليس للمشاركة في سباق الجري.

والتفت جاسم لـ«أبو عماد» وقال له «بِمَ يذكرك رد أبو البنت؟»...

ضحك «أبو عماد» وقال «ببعض جلسات برلمان دولة خابوخي» (وإن كنت لا تعرف أين تقع خابوخي، اسأل سعود ومحمد).