محمد جوهر حيات/ سوالف / دعوا الشباب يا أحباب!

1 يناير 1970 06:49 ص
| محمد جوهر حيات |

للأسف نعيش في مجتمع يتعامل مع الشباب كأنه (كائن فضائي غريب!) رغم توافر وتكاثر هذا الكائن في المجتمع بشكل ملحوظ، فما زالت السلطتان التنفيذية والتشريعية تتعاملان مع هذه الفئة على أساس العزل والتحجيم والتقييد، فالشباب ليس بحاجة إلى قناة تلفزيونية أو إذاعية خاصة به، وليس بحاجة إلى مؤتمر يقتصر عليه، ولا هو بحاجة إلى تقييده في إطار مُعين يقول ويسمع به فقط لشريحته واهتماماتها بل هو بحاجة إلى انخراطه في المجتمع والحياة اليومية بشكل أوسع وأشمل، فهو في سن يحتاج بأن يُفرغ طاقاته العلمية والعملية التي اكتسبها في خدمة مجتمعه، وهو بحاجة أن يكون عنصرا فاعلا في صناعة القرار والإنجاز والتنمية والنهوض بالمجالات كافة التي يتعاطاها بهذا الوطن، فالشباب بحاجة أن يتصدر المشهد السياسي متسلحاً بالطموحات الديموقراطية الموسعة المنتجة لمجتمع المؤسسات القانونية الطامحة نحو هدف البقاء لمن هو الأقدر على خدمة وطنه بلا تصنيفات عائلية وقبلية وطائفية.

الشباب بحاجة أن يشارك الآباء والخبرات في إدارة الدولة التنفيذية لبناء وطن قائم على الإنتاجية والكفاءات والمساواة والعدالة والإنصاف بين مواطني هذا الوطن كافة، الشباب بحاجة لتطوير مجالات النهضة والتطلع لأقرانه ولكافة قاطني هذا الموطن، كالمسرح ليُجسد به المواطنون أحلامهم وطموحاتهم ويسلطون الضوء على همومهم ومشكلاتهم وكيفية التخلص منها، الشباب بحاجة لصناعة حقل رياضي وطني يساعد على استغلال المواهب الوطنية من أجل بسط ثقافة التنافس في ما بينهما على رفع شأن البلاد في أعرق المحافل العالمية، الشباب بحاجة لتأسيس مراكز الثقافة والأدب وجمعيات النفع العام كي يساهم المواطنون في زيادة وعي بعضهم البعض بأهمية دور المواطن في بناء وعلو بلاده وتعزيز روح المسؤولية لدى كل فرد يقطن بهذا المجتمع، الشباب بحاجة لفرصة حقيقية من قبل السلطتين ناتجة من القانون والاختيار وفق الكفاءة العلمية والعملية بعيداً عن المحسوبيات والترضيات العرقية والمذهبية المدمرة لطموحات الشباب عبر كل هذه السنوات، فحان وقت إعطاء هذا المواطن الشاب فرصته الحقيقة كي يثبت من خلالها قدراته وإسهاماته في إعمار وطنه، المواطنون الشباب بحاجة إلى إشراك الكفاءة والمنتج منهم في حل مشاكل الإسكان والصحة والتعليم فقد أصبح هو المتضرر الأول من تلك المشكلات وواجب عليه الاشتراك مع سُلطات الشعب في وضع الحلول المناسبة لها من قبل المختصين من أترابه، فليكن هناك دور فعلي وعملي للشباب المسؤول والطموح بدلاً من الأدوار القائمة على القول والثرثرة والاستماع والإصغاء (وفش الخلئ والتحلطم) المستمر بين هذه الفئة المحبطة!

ومنا كشباب إلى الأحباب في السلطتين، فالشباب بحاجة أن يشارككم الفعل لا أن تسمعوا منه (فقط) وتقيدوه بأُطر الإعلام والبهرجة والمؤتمرات الصوتية الدورية المنتجة للتوصيات وبعض الأوراق بلا فعل وإنجاز! دعوا الشباب يقترح ودعوا الشباب يفعل ما يقترحهُ بكل مسؤولية وجدية. ودمتم بخير...!

 

[email protected]

Twitter : @m_joharhayat