في حب مصر / قلب يفيض بالحنين وبالحب للمصريين

1 يناير 1970 02:26 م
| الشيخ عاطف مرسي |

ليأذن لي القارئ - العزيز - بإرجاء الحديث عن واجبات الاصلاح «للازهر» الذي بدأناه منذ اسبوعين من اجل تسجيل كلمة حق واجبة لتلك الشخصية الفذة وهذا العملاق السياسي الشهم صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح - طيب الله ثراه - نعم فالرجال تمضي ويبقى النهج والاثر...

يعد الشيخ سعد العبدالله من رجالات الدولة العظام الذين لا يمضي التاريخ أمامهم من دون ان يكون له بصفحته نصب خير، وعلى جبينه شامة قائد وطني حر، تشرفت بلقائه - يرحمه الله - اكثر من مرة على ارض قرية «الفنطاس» العريقة فلمست في سموه التواضع ولين الجانب مع الفة المؤمن وبشاشة روح الامراء.

حقا لقد فقدت الكويت ومصر ثم العالمان العربي والاسلامي احد فرسان المروءة الكرام ورمزا للشجاعة والاقدام كان - رحمة الله عليه - عاشقا للحق، ناصرا للمظلومين، شاملا بعطفه وحنانه كل من يعيش على ارض الكويت الطيبة مواطنين او مقيمين، فكان نعم الوالد الامير، صعب على اي مصري وفي ان ينسى مواقف الشيخ سعد العبدالله في نصرة قضايا مصر العادلة ومساندة كل التوجهات الاستراتيجية التي تطرحها عربيا وعالميا من منطلق صدق انتمائه لأمته العربية وحسه الرائع وفطنته في تفهم الابعاد السياسية الخفية ومؤثراتها، مثلا عندما تم عقد مؤتمر مقاطعة مصر ببغداد بعد اتفاقية السلام اعلن الشيخ العملاق سعد العبدالله ان الكويت سوف يقتصر موقفها على عدم وجود تبادل سفراء وفقط كشكل صوري، ذرا للرماد في العيون فقد كانت مؤامرة واسعة على مصر المحروسة واضاف الشيخ الامير اما عن العلاقات الثقافية وغيرها من بروتوكولات التعاون وجميع الاتفاقيات بين دولة الكويت ومصر فستظل باقية فعلاقات ابناء الأمة الواحدة ووشائج النسب والدم، لا تمحوها القرارات، هكذا كان سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح تغمده الله برحماته واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا.


* إمام وخطيب