مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / المتغطي بأميركا عريان (2)
1 يناير 1970
07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |تحت هذا العنوان كتبت مقالاً مع بداية ثورة يناير المصرية، أتعجب فيه من كيفية تخلي أميركا بسرعة وسهولة عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أكبر وأخلص وأقدم حليف لها في الشرق الأوسط، واليوم يتكرر الأمر وتتخلى أميركا عن وعودها للشعب السوري، والجيش الحر بمعاقبة النظام السوري على جريمته بقتل الأبرياء بالأسلحة الكيميائية، وأن تساعد الجيش الحر على إسقاط النظام الأسدي الغاشم.
ولكن أميركا بقيادة باراك أوباما وبعد تصويت مجلس العموم البريطاني برفض مشاركة بلده في الضربة العسكرية ضد النظام السوري بدأت سلسلة من التراجعات عن تعهداتها السابقة، ووجدت في اقتراح الثعلب الروسي فلاديمير بوتين بأن يسلم النظام السوري أسلحته الكيماوية لجهات محايدة، باب فرج لها للخروج من التزاماتها أمام العالم، وبانت ردة فعل الرئيس باراك أوباما، وعدم كفاءته لقيادة أعظم دول العالم، المالكة للأساطيل في جميع المحيطات، وقواعد عسكرية في أكثر من مئة بلد في مختلف القارات، حتى وصف عضو في الكونغرس الأميركي أوباما بأضعف رئيس أميركي عرفه، وصرح آخر بأن أوباما يخجل من كونه قائداً أعلى للقوات الأميركية، وظهرت الولايات المتحدة الأميركية كدولة ضعيفة لا تقدر على الوفاء بتعهداتها وفقدت ثقة حلفائها واطمئنانهم على حمايتها لهم، وبدأوا يبحثون عن حلفاء جدد أجرأ وأقوى على ذلك.
أما من تصفهم أميركا بالمنظمات الإرهابية والدول المارقة فسيزول الخوف عنهم بعد هذا التردد والضعف في معاقبة كل من يرتكب جرائم أو عمليات إرهابية في العالم، وبدا مدى دهاء وحنكة وانتهازية الرئيس الروسي بوتين بعد أن سحب قواته من سورية وقال إن وقت قيام روسيا عن غيرها بالحرب انتهى، عاد وشدد التزامه بحليفه بشار الأسد، وقدم اقتراحاً فيه النجاة لنظامه من العقوبة الدولية، بعد أن رأى البطء والتردد في القرار الأميركي بما التزم به، وكان في اقتراحه القضاء على فكرة الضربة العسكرية تماماً وأخرج الرئيس أوباما من حيرته، وأصبح بوتين رجل العالم الأول المتمسك بآرائه، حتى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني طلب مساعدته في ملف إيران النووي لعله يجد له مخرجاً من الحصار الدولي بسببه.
إضاءة
كتبت هذا المقال بعد الاستماع لندوة تحليلية بثها تلفزيون الكويت مساء الجمعة الماضية، تحدث فيها د. عبد الله الشايجي والخبير الاستراتيجي سامي الفرج وآخرون، فأخذت منهم بعض المعلومات في صياغة مقالي هذا.