الروائي السعودي استضافه الملتقى الثقافي في افتتاح موسمه
محمد حسن علوان: رواية «سقف الكفاية» أدخلتني في أزمة كادت أن تخنق تجربتي الروائية
1 يناير 1970
04:51 م
| كتب المحرر الثقافي |
حرص الملتقى الثقافي لصاحبه الروائي طالب الرفاعي على أن يكون افتتاح موسمه الثالث في حضرة روائي سعودي شاب تمكن من خلال** ما يحمله من مواصفات انسانية في فكرة - أن يتصدر المشهد الروائي السعودي والخليجي وصولا الى العربي، انه الروائي السعودي محمد حسن علوان، الذي بدأ شاعرا ثم انتهج الرواية وسط الكثير من المصاعب التي واجهته.
وافتتاح الموسم انطلق الاحد الماضي... من خلال كلمة ألقاها صاحب الملتقى الروائي طالب الرفاعي تحدث فيها عن الانجازات التي حققها الملتقى خلال الموسمين السابقين، واصدار كتاب عن الادب الكويتي تضمن احد عشر اسما مهما، الى جانب اصدار فعاليات الموسمين الثقافيين الماضيين في جزأين، احتويا على امسيات ومحاضرات قدمها ادباء ومثقفون في ضيافة الملتقى.
كما اشار الرفاعي الى اصدار جدول يضم كافة الانشطة التي ستقام خلال الموسم الثقافي الثالث للملتقى، واشار كذلك الى انه في هذا الموسم سيقوم بادارة الجلسات أحد الادباء وليس هو بنفسه كما كان يحدث في الموسمين الماضيين.
وادارت الجلسة الافتتاحية للملتقى الكاتبة منى الشمري، متحدثة عن تجربة ضيف الملتقى الروائي السعودي محمد حسن علوان، تلك التي وصفتها بالعميقة، وهو من اهم الروائيين الشباب... صدر له حتى الان اربع روايات، وحاصل على ماجستير في ادارة الاعمال من اميركا.
وألقت الشمري الضوء على اهم روايات علوان مثل «سقف الكفاية» التي تحتوي على التداعيات والبوح والتنقل بين مكانين، ثم رواية «صوفيا» التي تدور أحداثها بين الرياض وبيروت، و«القندس» بما تمثله من معالجة جديدة لمسألة التفكك الاسري، والحديث عن تجربة شاب خليجي مهاجر متخذا من حيوان «القندس» معادلا فنياً عن انفصاله من الاسرة.
واستهل علوان حديثه بالتنويه الى الحديث الذي دار بينه وبين طالب الرفاعي قبل شهر من هذه الجلسة، وسأله ماذا تتوقع ان اقول؟ فاجابه الرفاعي قل ما تريد، ثم تذكر علوان اول لقاء جمعه مع الرفاعي - قبل 9 سنوات - في الشارقة وكان وقتها قد اصدر روايته الاولى «سقف الكفاية»، وكان من المفترض ان يقدم شهادته كروائي شاب غير انه لم يجد ما يقوله، فغرد خارج السرب، وقدم ورقة نقدية.
وبالتالي اشار علوان الى انه بدأ بكتابة الشعر منذ ان كان عمره 14 سنة، وفي عام 2000 شعر ان صدره لا يتسع للقصيدة، فكتب رواية «سقف الكفاية» وقتها كان طالبا في الجامعة، وحرص على ان يجمع اوراق الرواية في ما شبه الكتاب - من نسخة واحدة- ثم اتصل بدار نشر لطباعته، فطلبوا منه ان يتكفل بمصاريف الطباعة، ونشرت الرواية في وقت لم يكن المشهد الروائي السعودي يضم اكثر من 5 روائيين، فالمجتمع نفسه لم يكن معتاداً على الرواية.
وأوضح علوان أن روايته الاولى تتحدث عن حب محرم جرت احداثه في مدينة الرياض، واستخدم في سردها ضمير المتكلم، وقال: «واجهت صعوبات كثيرة بعد نشر الرواية، كادت أن تؤدي إلى خنق تجربتي... فالجميع كان يطرح عليّ سؤالا: لماذا كتبت هكذا؟».
وكشف علوان إلى أن الضغوط التي تعرض إليها كادت أن تدفعه إلى السفر إلى بيروت لاحضار الكتب التي نشرها ثم حرقها والعودة إلى الشعر، إلا أنه قام بزيارة بعض الكتاب والنقاد وضع بين ايديهم روايته.
إلى جانب، زيارته لجمعية الثقافة والفنون وتقديم نسخ من الرواية لاعضائها، وبعد اسبوع تفاجأ بان بعض النقاد الكبار كتب عن روايته... ليجد وسط القلق والترقب أن هناك من يقف معه، وبالتالي اجل مسألة سحب نسخ روايته من دور النشر.
وكشف علوان أن هذه هي الازمة الاولى التي مر بها ... بينما ظهرت الازمة الثانية بعد سنة أو اكثر من انتشار الرواية، واثارتها للجدل والنميمة معا، ومن ثم تعرض لمشكلات اجتماعية كثيرة... لدرجة أنه عرض على «الرقيب» أن ينقح الرواية، ويقص فيها ما يشاء لتناسب اجواء مجتمعه المحافظ، ومن ثم يتمكن من نشرها في السعودية، ولكن «الرقيب» رفض كون الرواية نالت شهرة كافية.
واستطرد علوان بانه تمكن من تجاوز هذه الازمة، بعد تصاعد تجربته... وقال: «هذه الشهادة كانت من المفترض أن اقولها في الشارقة منذ سنوات... وكنت محتاج أن اقولها، ولكنني قلتها الآن في الملتقى... فهذه الشهادة متأخرة عن موعدها اكثر من 9 سنوات».
وعقب انتهاء علوان من حديثه فتح باب المداخلات والنقاشات، كي يشيد الروائي اسماعيل فهد اسماعيل بتجربة علوان الروائية والثرية والممتعة، من خلال ما قدمه من صور شعرية خصوصا في روايتيه الأولى والثانية.
في حين اشارت الكاتبة هدى الشاوي عن الغربة والبطل المضاد والعلاقة مع الذات في اعمال علوان الروائية والهروب المستمر من شبح العائلة، لتطرح سؤالها: «هل تكمن السعادة في التلاقي ام الثنائي؟».
واكدت الروائية ليلى العثمان انها من المتحيزين لاعمال علوان، كون اعماله تتميز بالمتعة، والجمال، واللغة الادبية المعبرة عن الاحداث، وبالتالي طرحت سؤالها: «هل كانت كتبك ممنوعة في هذه الفترة في السعودية؟» وأوضح علوان انها لم تكن ممنوعة بشكل رسمي، ولكن كانت هناك ملاحظات عليها لدى الرقيب، كما طرحت العثمان على علوان سؤالاً يتعلق برواج الكتابات الاخيرة في السعودية، كي يؤكد علوان أن من حق أي إنسان أن يكتب حتى وان لم تعجبنا كتاباته، وقال: «يجب أن تكون لدينا ثقافة الكتابة، لان مردودها مهم جدا».
واشارت الزميلة باسمة العنزي إلى اللغة الجميلة في كتابات علوان، التي تجعل القارئ لها في حالة استرخاء، كأنه يكتب في عزلة، لتطرح عليه سؤالا يتعلق بالاجواء التي تلازمه في الكتابه ليكشف علوان ان ليس لديه طقوس محددة للكتابة.