مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أمن إسرائيل هو الهدف
1 يناير 1970
07:58 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
منذ نحو 30 شهراً وحرب دموية تدور في سورية الجريحة، بين نظام الحكم البعثي، والشعب السوري الباسل، حرب سجلت أرقاماً قياسية في عدد القتلى والجرحى والأسرى والمفقودين والنازحين واللاجئين.
حرب تدخلت بها دول شرقية لتدعم النظام السوري بالرجال والمال والسلاح، وحق النقض «الفيتو» لحمايته من أي عقوبة دولية.
وتدخلت الدول الغربية لتدعم المعارضة الوطنية، بسلاح بدائي وبأعداد محدودة، ووعود وهمية، وخطوط حمراء باهتة وغير دائمة.
حرب تدخلت فيها الميليشيات المتشددة لقتل المؤمنين باسم الجهاد، والجهاد منهم براء، بل هي عمليات انتقام عنصرية وطائفية نتنة، وما إن ظهر السلاح الكيماوي السوري وتبين مدى القدرة على استعماله والدقة في تصويبه وعدد القتلى والمصابين به، ارتعشت إسرائيل واهتز الغرب والشرق لارتعاشها، وبدأ الحديث عن وجوب معاقبة النظام الحاكم على جريمته البشعة واستعمال السلاح الكيماوي ضد شعبه، كأن القتل بالسلاح الكيماوي حرام وبغيره حلال، وجيشت الجيوش وأبحرت الأساطيل وحلقت الطائرات، وخطب أوباما ولعلع كاميرون وصاح أولاند، وهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وعندما صرح ثعلب «الكي جي بي» سابقاً، رئيس روسيا الحالي فلاديمير بوتين بأن على النظام السوري أن يسلم سلاحه الكيماوي، سارع النظام بالخضوع والموافقة الفورية على هذا الاقتراح خوفاً من العقوبة، وتنفست إسرائيل الصعداء وصمتت طبول الحرب، وجرى البحث عن الوسائل للسيطرة الدولية على السلاح السوري الكيماوي وتدميره بأسرع وقت.
أما حماية الشعب المظلوم ووقف إطلاق النار ومؤتمر جنيف الثاني للسلام فذهبوا جميعاً مع الريح، كأن المطلوب أن تستمر هذه الحرب العبثية المدمرة حتى النهاية، ولن يكون المنتصر فيها خطراً على أمن إسرائيل، وسيكون همه الحصول على الغذاء والدواء والكساء، وإعادة إعمار ما هدَّمته الحرب، أما السلاح والمقاومة والممانعة وحق العودة وتحرير الأراضي المحتلة فهي أحلام يقظة سنستمر بها 65 سنة أخرى، هذا إذا تصالحت فتح مع حماس، واتحدت الضفة مع القطاع.