د. وليد التنيب / قبل الجراحة / اختيار القياديين (يا دكتور تركي العازمي)

1 يناير 1970 04:52 م
| بقلم الدكتور وليد التنيب |

كان جاسم قد حصل على الماجستير ويستعد للحصول على الدكتوراه...

كان النقاش حول موضوع رسالة الدكتوراه لجاسم صعباً للغاية...

عُرِف عن جاسم الإخلاص في العمل والاجتهاد... كان دائماً ما يردد أمام الجميع أن التوفيق من الله ثم الاجتهاد والإخلاص في العمل أهم أسباب النجاح والتفوق، وقد يأتي من بعدهم الذكاء.

اهتدى جاسم إلى فكرة... فكرة تكون أساساً لموضوع رسالة الدكتوراه.

كانت الفكرة بسيطة، وهي صياغة أسئلة توجه للقياديين في البلد... وتحتوي هذه الأسئلة على أسئلة توضح لجاسم كيف وصل هذا القيادي إلى منصبه الذي يشغله.

وضع جاسم الأسئلة وتمت مراجعتها من قبل المشرف على الرسالة، وتمت بعدها إجازتها من لجنة الكلية... وإن كانت اللجنة قد أصرّت على أن تكون النتائج سرية للغاية ولا يتم نشرها حتى تطّلع عليها بنفسها... وزادت على ذلك ألا يتم توجيه هذه الأسئلة إلى أي من أعضاء اللجنة أو عميد الكلية.

تم إنجاز البحث واجتهد جاسم وأخلص في العمل كعادته....

كانت النتائج كالآتي:

أن هناك 40 في المئة اتضح أن أهم سبب لحصولهم على منصبهم هو المعارف واسم العائلة.

وأن 25 في المئة سبب تعيينهم هم التجار لكي يصونوا مصالحهم.

وتبيّن أن 20 في المئة يعود سبب حصولهم على المركز الذي هم فيه إلى التوجه الطائفي والقبلي... نعم، بسبب صراعات طائفية وقبلية تم تعيينهم في هذا المنصب!

وهناك 9 في المئة حصلوا على منصبهم بسبب انتمائهم إلى أحد الأحزاب غير المعلنة، وأن أعضاء الحزب هم من عيّنوهم في هذا المنصب لتنفيذ أفكار الحزب.

كما يوجد 5 في المئة من القياديين لا يعلمون لماذا تم تعيينهم في هذا المنصب حتى الآن!

ويبقى هناك 1 في المئة، اتضح أن سبب تعيينهم يعود إلى إخلاصهم واجتهادهم في العمل... كل ذلك تم تدعيمه بالشهادات العالية... وأن اختيارهم قد تمّ لندرة التخصص... ولولا تخصصهم النادر لما كانوا في هذا المنصب!

قدم جاسم النتائج للجنة المشرف التي طلبت منه الانتظار لأنها هي المخولة نشر النتائج لأهميتها...

وتفاجأ بعد أسبوع أن الجرائد تنشر على لسانه مع وضع صورته أن نتائج البحث الذي قام به هو أن 99.99 في المئة من القياديين قد تم تعيينهم بسبب الكفاءة وإخلاصهم مع اجتهادهم في العمل.

الله يعينك يا بلد... كل خطوة تأخذها للأمام... تجد من يرجعك خطوات للوراء!