د. تركي العازمي / وجع الحروف / جماعة «الدكاترة الكويتيين»!

1 يناير 1970 08:12 ص
| د. تركي العازمي |

تابعت حكاية جماعة «الدكاترة الكويتيين» منذ سنوات ولم أفهم حقيقة سبب «تجمعهم» إلا قبل حصولنا على درجة الدكتوراه حيث بدأت الصورة تتشكل إلى أن اتضحت معالمها وقد كان لي حديث مع د. سلطان الشريدة... حديث قد لا يفقهه البعض!

قبل البداية الفعلية الخاصة برسالة الدكتوراه تحركت كغيري بحثا عن مرشد يدلني إلى الطريق الصواب تجاه الجوانب المتعلقة بالبحث العلمي بما فيها قسم القياس الخاص بالبحوث العلمية في جامعة الكويت الذي يركز على نوعية البحث الكمي Quantitative Approach والبحث الخاص بي لا علاقة له بذلك كونه بحثا نوعيا Qualitative Approach وصعقت من مستوى ذلك المركز مع احترامي الكامل لأشخاصه!

وفضّلت على ضوئه التركيز على نصائح فلاسفة البحوث النوعية في جامعتي ليدز وليفربول وكل الشكر لكل من قدم لي الدعم. حاولت أن أتقدم بعد التخرج لجامعة الكويت وفوجئت بمطالعة أحد الشروط لقبول طلب الالتحاق والذي ينص على ( أن يكون للمتقدم ثلاثة أبحاث منشورة )... أستحلفكم بالله العلي العظيم، كيف يتسنى لخريج أن ينهي 3 بحوث حيث المعلوم أن البحث الواحد أعني البحث الواحد المحترم نوعيا يستغرق مدة لا تقل عن سنة وأحيانا تصل إلى عامين كون المجلات الدورية الناشرة المحترمة لا تنشر إلا أبحاثا ذات قيمة مضافة و«متعوب عليها» وهو ما يدل على أن المطلوب ليس كويتيا!

أذكر أن جامعة الكويت قد اعلنت في وقت سابق عن شواغر وعند التقدم رفعت الاسماء المرشحة إلى اللجنة المختصة وعندما رأوا أن أسماء المجتازين لا «تعجبهم-ليست من ثوبهم» ... تم إلغاء الموضوع برمته!

طيب من قال أن الدكاترة الحاليين ومن يتقلدون مناصب كبيرة في التعليم التطبيقي تحديدا هم من خريجي الجامعات المعروفة؟

وتخيلوا أن أحد شروط التعليم التطبيقي أن تكون درجة الدكتوراه والماجستير والجامعة نفس التخصص... بالله هذا كلام؟

أعرف دكاترة كبارا لو بحثت عبر «Google» عن مؤهلاتهم لوجدت بعضهم حاصلا على درجة البكالوريوس في تخصص علمي بينما الماجستير والدكتوراه في تخصص آخر وهو أمر طبيعي جدا لكن «ربعنا» رؤيتهم تختلف وهذا ليس بأمر مستغرب ما دام البعض تخرج من جامعات أفريقية أو.....!

أعتقد بأن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور المحترم نايف الحجرف لو فتح هذا الملف لتكونت لديه صورة مختلفة من المؤكد إنها ستدفعه إلى عمل تغيير جذري والسؤال هنا: هل يفعلها وزير التربية والتعليم العالي؟

يقال بأن الجامعة فيها من «العنصرية» ما دفع بتجمع الدكاترة ( جماعة الدكاترة الكويتيين أفضل وصفا )... الى الاعتصام ومقابلة سمو رئيس مجلس الوزراء وغيره من المعنيين بالأمر.

المراد.. إنهم كويتيون حاصلون على شهادة الدكتوراه من جامعات معترف بها والجميع يعلم بأن ثمة نقصا في الهيئة التدريسية فلماذا لا يتم قبولهم لسد هذا النقص؟

والأمر الآخر والمهم... حملة الشهادات الأخرى «لك عليها» بحاجة إلى أن يفسحوا المجال للكفاءات كي تسهم في تطوير مستوى التحصيل العلمي و«الشق عود» طال عمرك... والله المستعان!



[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi