مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / كاد المريب أن يقول خذوني

1 يناير 1970 07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

حاول أحد النقاد المغمورين اكتساب الشهرة بانتقاد عمل لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فرد عليه الدكتور طه بكلمة وحرف (حتَاك) حتى لا يعطيه حجماً أكبر من قدره، وكان في هذا الرد نهاية لحياته النقدية.

تذكرت هذه القصة وأنا أتابع السجال الدائر على الساحة البرلمانية هذه الأيام. تعرض رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لسيل من الاتهامات والإشاعات والتشهير منذ أن سجَل اسمه في كشف الانتخابات حتى اعتلى كرسي الرئاسة، اتهامات أغلبها من كتلة برلمانية وشخصيات عامة لم تعجبها نتيجة انتخابات مجلس 2013 وفوز الغانم بالرئاسة، وظهور تعاون حكومي معه سيؤدي إلى إنجاح خطط التنمية واستقرار سياسي للبلد... نجاح لم يرض هذه الكتلة ومن ورائها، فبدأت بحملة تشويه لهذا التعاون، فزعمت بأنها صفقة بين الحكومة والتجار لاحتكار مليارات التنمية، وأن الغانم دفع ثمن كرسي الرئاسة تعهداً للحكومة بالتدقيق بأسئلة النواب ومنع ما فيه إحراج لها، وعندما صرح الرئيس الغانم بأنه لن يرد على من يجهلون اللوائح والقوانين، أو من يسألون ويستجوبون من النواب بثمن.

قول سبق أن قاله مسؤول كبير في أمن الدولة... ووزير سابق في أكثر من حكومة، كما كررته غالبية نواب المجلس المنحل، التي وصفت زملاءها النواب بالقبيضة والانبطاحية، ولكن رد الرئيس الغانم المتعجل أعطى هذه الكتلة المعارضة له حجة لشن حرب شرسة ضده، عبر إعلامها المرئي والمكتوب، وطالبوه باعتذار علني، أو تشكيل لجنة تحقيق في هذا الاتهام، وبكشف أسماء من قصدهم في قوله مع الأدلة... وصدق من قال «يكاد المريب أن يقول خذوني»... ويا ريت الدكتور عبد الحميد دشتي «الله يذكره بالخير» ذكر لنا اسم من كان يدفع لمن يسأل أو تسأل ثمناً.