د. فهيد البصيري / حديث الأيام / أول الغيث رشوة!

1 يناير 1970 06:58 ص
| د. فهيد البصيري |

في الاسبوع الماضي انقطعت عن العالم، وذهبت إلى مكة وفي رحاب الله دعوت لكم بكل خير ودعوت على بشار والسيسي وغيرهما ممن لا أتذكرهم لكثرتهم، بأن يزلزل الله الارض تحت أقدامهم، وهي دعوات حفظتها من امام مسجدنا جزاه الله خيرا، ففي كل صلاة يقنت قنوتا تكاد تتقطع حناجرنا من روعته وقلوبنا من روعه، وكان جزاه الله أيضا خيرا، يدعو على من يخطر على باله ونحن نسلم أمرنا لله و نجر الصوت بالأمين، وقد حفظت منه بعض الدعوات وكلها على شاكلة: زلزل واخسف، وأزغ، وشتت، وقد حفظتها عن ظهر قلب وقلتها مع العائلة الكريمة في الصحن الشريف في مكة، وعدت إلى الكويت ولم يتغير شيء ولم تصب دعواتي أحدا ولله الحمد. المهم أنني عندما عدت إلى الكويت مسقط رأسي ومستقبل رمسي، اكتشفت أن البلد هو الذي تغير، بل وتغير كثيرا مع أن رحلتي لم تتعد اسبوعا (بالنحنحة والجوع ) فقد اكتشفت وبالصدفة من الجرائد أن لدينا مجلسا والحمد لله، وهو الذي لا يحمد على مكروه سواه، وأن هذا المجلس يريد أن يجلس، وأن أعضاءه يريدون أن يثبتوا أنهم أعضاء، واكتشفت أن الشعب يريد أن يطمئن على أن المجلس له أعضاء، وكان أول الغيث رشوة.

وحاشا لله من ظلم عباد الله الصالحين أو حتى الطالحين، إنما هو اعتراف مريح من رئيس المجلس نفسه، وأنا شخصيا أحترم رأيه و(أبصم له بالعشرة) على صدقه، فالرئيس شخص عاقل، ومتزن، ومثقف، وطلق اللسان وقوي البيان، وفوق ذلك يتمتع بروح رياضية عالية، وبالنسبة لي هو لم يأت بجديد ولكنه يؤكد ما قلته سابقا، وهو أن المجلس الذي يبنى على الرشوة سيعيش ويموت على الرشوة، (ولكن لا حياء، فلا تنادي).

وفي الأيام المقبلة سترون عجائب الله في خلقه بسبب هذا المجلس، فالمال السياسي هو أبشع صور الفساد، فكيف إذا كان المرتشي بيده كل شيء، وهو من يملك تقرير مصيرنا ومستقبلنا.

واليوم (خبز خبزتيه يالرفله أكليه)، وما يعنيه كلام رئيس مجلس الأمة والله أعلم، أن من شارك في الانتخابات السابقة أكل مقلبا كامل الدسم، فطوبى لكل من قاطع وطابوقة للمشاركين، واليوم لم يبق لنا بعد أن يبست أوراق المعارضة إلا الله ثم إمام مسجدنا، وسوف أحفظ منه بعض الدعوات المزلزلة لزوم المعارضة، وأتمرن عليها وسآخذ الأهل والاحباب ومن يتطوع من المعارضين ونهل دعواتنا ودموعنا في الصحن الشريف لعلها تضبط هذه المرة.



[email protected]