مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أولويات نوابنا
1 يناير 1970
07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
بينما العالم يناقش الضربة العسكرية على سورية، بين مؤيد ومستعجل للقيام بها، لرؤيته أن بها إنقاذاً للشعب من عذابه الذي طال أمده، ومعارض لها ومطالب بالتروي والتأكد من دور النظام السوري في الجريمة البشعة التي راح ضحيتها حوالي 1500 مدني، قتلاً بالأسلحة الكيماوية، أو شفقة على الشعب السوري من المزيد من القتل والتشريد، وعلى ما صمد من أبنيتها وخاصة الأثرية منها من دمار وتخريب، وبين هذا وذاك تعجز رئاسة مجلس الأمة عن الدعوة إلى جلسة خاصة للاستماع لآراء نواب الأمة لما يجري على الساحة الدولية، والمخاوف على الكويت من مخاطر هذه الضربة، والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم وإقرار خطط الحكومة واستعداداتها لما قد سيحدث للكويت من تداعيات هذه الأزمة.
ولكن للأسف لم يوقع على طلب عقد هذه الجلسة إلا عدد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من النواب، بل تخشى رئاسة المجلس إمكانية عدم تحقيق طلب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاجتماع بلجنة الشؤون الخارجية لمناقشة هذه القضية، وبينما العالم يغلي بهذه الأحداث كانت أولويات نوابنا كالتالي:
الاهتمام بنظافة محافظة أو مرور ضاحية.
قضية البدون كانت من أولويات اثنين من النواب، وهي قضية تكسب منها الكثيرون على مدى نصف قرن، ولا أظن أنها ستتضرر إن انتظرت شهراً أو شهرين.
وآخر يطالب بنقل سكراب أمغرة أو الاستجواب.
وثالث يسأل عن مستشفى جابر.
ورابع يعتذر لرواد ديوانه لوجوده خارج البلاد.
إن من أقسموا على حماية البلد ومصالحه لم يكلفوا أنفسهم قطع إجازاتهم الصيفية والعودة إلى البلاد لعقد هذه الجلسة، ولا أدري إن كان ذلك كسلاً وتقصيراً منهم أو خوفاً من عمليات انتقامية قد تواجه الكويت إن حدثت الضربة.
أحد السياسيين المخضرمين قال تعليقاً على الأمر: إنَّ مجلسنا إنْ اجتمع فلن يخرج منه إلا فتنة جديدة، بين مؤيد لنظام الأسد، أو معارض لأسباب لا هي وطنية ولا إنسانية، بل طائفية بحتة للتكسب الشعبي لا غير.