سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «صبه حقنه لبن»
1 يناير 1970
09:48 ص
| سلطان حمود المتروك |
مثل جميل من أمثال هذه الديرة الطيبة ويضرب اذا كانت الاشياء واحدة في الأهمية او الترتيب او المستوى وعند قراءة هذا المثل تقلب القاف في مفردة «حقنة» الى الجيم القاهرية ونحن في ظل ساحة سياسية ممتلئة بالمشاهد الكثيرة والمتغيرات المتعددة وكلما برز على الساحة مشهد اثير مشهد آخر.
وقد اثير اخيراً استفتاء لمعرفة اولويات مجلس الامة في اصدار القرارات وقد ضرب السياسيون اخماساً بأسداسٍ فمنهم من قال لا يوجد هذا الفكر في الدستور وآخرون ذهبوا الى ان عملية الاستفتاء ما هي الا عملية تنفيع ومنهم من ذهب الى ان اعضاء مجلس الامة وضعوا اولوياتهم لناخبيهم في حملاتهم الانتخابية واتت لجان المجلس كل يرتب اولوياته تبعاً لأهميتها على ضوء الخبرات والافكار ووجهات النظر التي يرونها ذات اهمية بالنسبة للوطن والمواطن وان المتتبع للأولويات يجدها واضحة وجلية ولا تستدعي لاستفتاء لان يستشعرها المواطن العادي مع المشرع في الوقت ذاته. فمن منا لا يستشعر قضية التعليم او مشكلة الصحة وقبلها الأمن وبعدها الاسكان وفي مستواها البطالة وعلى اثرها الاقتصاد وشؤون البلدية واختصاصات الشؤون الاجتماعية والعمل وفي خضمها البنية التحتية وفي اوساطها مشكلة المرأة والشباب.
شبكة متداخلة ومتحدة لا يمكن ان يغفلها استفتاء او يتخلى عنها رأي او ينساها مواطن او لا يهتم بها مشرع، انما ما أثير من استفتاء حول هذه القضايا في اولوياتها الا للاثارة في المشهد السياسي الذي لا نحسد عليه يبقى التحدي في آن تتشابك الايادي وتتحد القلوب في الهمة من اجل الاصرار في اصدار القوانين ووضع لوائحها التنفيذية لكي يستشعر المواطن بأنه قد استفاد وحقق أمله ووصل الى بغيته عن طريق التفكير المنظم والتخطيط السليم الذي يعمل على تقدم الأمة وتطورها ولا نأتي بالحقائق ونفسرها كالذي يعلل الماء بعد الجهد بالماء او كما يقول الكويتيون (صبه حقنه لبن).