د. تركي العازمي / وجع الحروف / رولا والــــ 20 مليار!

1 يناير 1970 08:11 ص
| د. تركي العازمي |

كشفت وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتورة رولا دشتي أن الإنفاق الحكومي الاستثماري الفعلي من المتوقع أن يصل إلى 20 مليار دينار خلال السنوات الخمس المقبلة «الراي» عدد الثلاثاء 27 أغسطس 2013)!

أنا على قناعة كاملة بأن التخطيط والتنمية منعدمان لدينا... فلا BOT ولا المدن العمالية هي الاستثمار الفعلي ولو توقعت الوزيرة وذلك للأسباب التالية:

- التنمية يجب ان تبدأ بالعنصر البشري.

- التخطيط اساسه الفكر الإستراتيجي وكيف لنا بالتفكير استراتيجيا ونحن نسمع عن المدن العمالية منذ عقود، وأين التخطيط ونحن نشاهد مباني من «الكيربي» تستغلها منشآت حكومية؟!

- التنمية والتخطيط بحاجة لعقلية قيادية وشركة ماكينزي العالمية تضمن تقريرها في عام 2004 بندا خاصا بتقييم المستوى القيادي (ضعيف ويحتاج إلى تطوير)... ومعلوم لدى الجميع الكيفية التي يتم بها اختيار القياديين!

- الفلوس تغير النفوس ولا تصنع جيلا يحمل فكرا نيرا ما لم تكن لدى الحكومة إستراتيجية خاصة في تنمية العنصر البشري.

- أين التخطيط من مدن توزع ولا يسمح لمستحقيها بالبناء؟ أين هي من مشاريع حيوية لم تنفذ؟

- أين التخطيط في دولة تبحث عن جامعة جديدة؟ ومستشفى جديد؟ ومن هيئات تبحث عن آلية لتسكين الوظائف الإشرافية والقيادية؟

من الطبيعي أن نتواصل مع الحكومة عبر مقالات نوجه من خلالها النصيحة ولا مقصد شخصي والتعليم ليس مقصورا على الطلبة... نحن في طور التعلم ما حيينا وأي فكرة اجتهد صاحبها يفترض أن نتقبلها بغض النظر عن مطلقها (بدوي.. حضري سني - شيعي) لأن ربط الفكر بانتماء الفرد يعتبر طريقا مختصرا لـ«التعنصر» وهو وصف دقيق للحالة التي نعيشها على مستوى المؤسسات!

الزبدة... لم يعد الأمر «مستورا» فالمسألة باتت مكشوفة والممارسات معلومة والبدائل لتغيير الأحوال مفهومة ألا إنها «مركونة»!

إذا أردنا التنمية فهي علم معروف يدرس ونتائج ابحاث علمية تطبق على مؤسسات وأفراد متوافرة ولو راجعت الوزيرة رولا دشتي وزارة التعليم العالي وسألت عن عناوين رسائل الماجستير والدكتوراه المنشورة للسنوات الخمس الماضية لفهمت الاستثمار الفعلي المطلوب للسنوات الخمس المقبلة وطبعا هذا لا يقلل من شأن المشاريع التي ذكرتها الوزيرة لكن التركيز على وضع الحلول لعمل نقلة نوعية في طريقة إدارة شؤون الدولة وتنمية العنصر البشري تشكل بالنسبة لنا أهمية قصوى: هذا هو الاحتياج الفعلي للاستثمار المطلوب!

إننا عندما نصنع جيلا فنحن «أتوماتيكيا» صنعنا الاستثمار الفعلي وستجد المشاريع التي يبحث عنها السواد الأعظم الطريق الصحيح تخطيطا وتنفيذا من دون «حرائق» ومن دون «سرقات»!

صناعة الجيل تبدأ من إعداد فريق قيادي محترف يستطيع ربط العلاقة بين التخطيط والفكر الإستراتيجي قولا وفعلا وخلاف ذلك لا يتجاوز اجتهادا تنظيريا لا يسمن ولا يغني من جوع... والله المستعان!



[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi