د. وائل الحساوي / نسمات / الهرج... من علامات الساعة!

1 يناير 1970 11:35 م
تأملت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تنبئ بقرب قيام الساعة فوجدتها تنطبق على واقعنا الحالي ايما انطباق، ومنها احاديث الفتن التي تحدث بين يدي الساعة واهمها اخباره صلى الله عليه وسلم بأن القتل سيزداد وينتشر وان المقصود فيه ليس قتل المشركين ولكن قتل المسلمين بعضهم بعضا، وقتل الرجل لأبيه وأخيه وجاره:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ان بين يدي الساعة الهرج، قالوا وما الهرج؟ قال القتل، قالوا: اكثر مما نقتل؟ انا نقتل في العام الواحد اكثر من سبعين الفا، قال: انه ليس بقتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضا، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: انه لينزع عقول اكثر اهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب اكثرهم انه على شيء وليسوا على شيء»... وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج، القاتل والمقتول في النار».

ومما يثير الاستغراب ان الفتن والقتل لا تكاد تحدث في ذلك العالم المتسع والبشر الذين تتعدد دياناتهم ولغاتهم وثقافاتهم إلا بين المسلمين، فهل يمكن ان ننسب ذلك الى اعدائنا ونضعه ضمن مخطط خارجي يستهدف ديارنا وشعوبنا، وحتى لو كان ذلك صحيحا فأين عقولنا وادراكنا لنرفض ذلك المخطط؟!

بالطبع فنحن نلقي دائما باللائمة على الدول العظمى التي تخلت عن نصرتنا وعن رد الظالمين عن ظلمهم ونشتمهم ليلا ونهارا، لكن ألسنا نحن الاولى باللوم بسبب تخلينا عن مبادئنا وسقوطنا في الفتن؟! وما الذي يمنعنا من بذل الأسباب واعداد اسباب القوة لكن نفرض على العالم احترامنا والكف عن إيذائنا؟!

بل ولماذا ننخدع بأعداء ظاهرين لم يتركوا فرصة إلا واستغلوها من أجل إذلالنا وبث الفرقة بيننا امثال ايران وحزب البعث وحزب الله اللبناني، ولماذا نسبغ على قادتهم ألقاب النصر الإلهي والمنقذين والأبطال بسبب مسرحيات هزلية اوهمونا بها في التصدي للعدو الاسرائيلي ثم نكتشف بأن عداءهم لنا يمثل اضعاف عداء اليهود والنصارى لنا؟!

ان ما شاهدناه على شاشات التلفاز والفضائيات قبل ايام من مجازر بحق الاطفال والنساء في سورية باستخدام أبشع الأسلحة الكيماوية لهو دلالة صادقة على حجم الكراهية التي يكنها هؤلاء للشعب السوري المسلم والتي لا تضاهيها كراهية اخرى، وفي ظل العجز الدولي الرهيب والتخاذل فإننا نتوقع ان يحدث ما هو أكبر، فالعالم لا يفهم إلا لغة القوة، وكل حق لا تسنده القوة فهو ضعيف!!

بالرغم من جميع تلك الجراحات المؤلمة والأوجاع القاتلة فإن من حقنا ان نتفاءل بأن النصر آت بإذن الله وأن مآل الباطل الى الزوال، وها نحن نشاهد ابطال المقاومة السورية البواسل يحققون الانتصارات المذهلة في كل يوم ويوقعون الهزائم المتتالية في صفوف اولئك اللفيف من المجرمين ويضيقون الخناق على دمشق ومن حولها حتى من دون تدخل الدول الكبرى المنافقة التي ملأت العالم ضجيجا وصراخا بحديثها عن حقوق الانسان والحيوان، ثم هي تمتنع حتى عن ارسال فريق للتحقيق في مجزرة الكيماوي الظاهرة البينة وتتمادى في حماية ابنها المدلل بشار الاسد ومنع سقوط نظامه المجرم!

لقد اقترب بزوغ الفجر الصادق بإذن الله وزوال الظلم والظلمات عن بلداننا، فلنصبر ولنتوكل على الله فهو القادر على كل شيء.



د. وائل الحساوي

[email protected]