مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / ميثاق المساجد

1 يناير 1970 07:58 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

في منتصف سبعينات القرن الماضي اشتهر خطيب مسجد وافد في أحد مساجد العاصمة بخطبه السياسية النارية، ووصفه بعض الحكام العرب بالخيانة والتقصير، وأطلق عليهم أسماء تثير السخرية، وحاول التدخل في خصوصيات المجتمع الكويتي، فتم إبعاده لدولة خليجية شقيقة، اشترطت عليه أن تقتصر خطبه على قال الله تعالى وقال رسوله -صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم-، وألا يتدخل في عادات هذا البلد وتقاليده، فقبل ثم اختفت أخباره.

واليوم تمتلئ مساجدنا بأمثال ذاك الخطيب، فيحرجون الدولة مع الدول الصديقة والشقيقة ويثيرون الفتنة بين المواطنين، ما جعلني أؤيد إلزام جميع الخطباء بميثاق المسجد، ويتم إيقاف أي خطيب مواطن وإبعاد الخطيب الوافد إلى بلده، ولكن شريطة أن يطبق هذا الميثاق على مساجد الكويت جميعاً وبلا استثناء، بأي حجة كانت، من الجهراء إلى السالمية، ومن جبلة إلى النويصيب، وتسجل جميع خطب الجمعة وتعرض على لجنة خاصة بوزارة الأوقاف، لتراجعها عند أي شكوى أو مخالفة، وأن يقتصر دور المساجد على إقامة الصلاة في أوقاتها، ولا يقام بها أي أنشطة سياسية أو اجتماعية إلا باستئذان مسبق، وإن اقتصرت هذه الرقابة على فئة دون أخرى، فذلك كيل بمكيالين لن يقبل به أحد، وسيفتح على الدولة باباً يجلب لها ريحاً ورعداً وبرقاً لن تستطيع أن تسده لتستريح.

فالغالبية العظمى من مساجدنا ومنذ أيام المؤسسين الأوائل للكويت وهي مقامة من تبرعات أهل الخير فيها، ويصرف عليها وتدفع رواتب العاملين بها من أوقاف خيرية بارك الله فيها وحسن استثمارها.

فلا يمن علينا أحد أو يطلب آخرون استثناءهم من هذا الميثاق، فكلنا مسلمون وجميعنا يجب أن يخضع للقانون الكويتي.