سلّطت الضوء على مشاكل البلدية والاقتصاد والأمن

«عاشقة الجن»... رومانسية الرعب والكوميديا في عالم آخر

1 يناير 1970 02:04 ص
| كتب مفرح حجاب |

يواصل الفنانان عادل المسلم وحسن حسني عرض مسرحية «عاشقة الجن» على مسرح صالة المبارزة بمنطقة الدعية وسط حضور** جماهيري كبير، إذ يعد من أهم العروض المسرحية التي قدمها المسلم لما يحمله من تكنيك جديد في مدرسة مسرح الرعب الذي اشتغل على تطويره بشكل جيّد مستعيناً ببعض الخبراء الذين يعملون في هذا اللون في ولاية لاس فيغاس الأميركية.

وتدور فكرة مسرحية «عاشقة الجن» حول قصة حب نشأت بين فتاة من عالم الإنس تدعى نور وشخصية من عالم الجن يظهر فقط أمامها دون غيرها ويحاول التسلسل إلى قلبها بشكل رومانسي، لا سيما أنه تعرف عليها منذ أن كانت طفلة، وقد نجح إلى حد كبير أن يظل بجوارها إلى أن أصبحت عروساً، إلا أنه يشتت كل من يحاول الاقتراب منها للزواج بها من خلال العديد من الحيل، كما يتعرض هذا الجن إلى العديد من المشاكل من أفراد عائلته الذين يرفضون زواجه من عالم الإنس.

وجسد الفنان حسن حسني كبير عائلة الجن، وقد انتهى العرض بأن رفض الجن الزواج منها رغم رغبتها في ذلك وقال لها إن من الصعب أن تعيش في عالم الجن وعليها أن تظل في عالم الإنس، ورسم المسلم الشخصيات في المسرحية واستطاع أن يعود إلى الواجهة من جديد كفنان يمتلك أدوات مهمة جداً في التمثيل، وقدم في هذه المسرحية مجموعة من الفنانين بشكل جيد بينهم البحرينية المهرة التي نجحت في إطلالتها الأولى واستطاعت أن تتقدم من عرض الى آخر، وجسدت دور نور التي كانت ترغب في الزواج من الجن. كذلك كان هناك حضور مميّز للفنان محمد باش والذي يبشر بوجود نجم كوميدي، وقد تبارى مع الفنان حسن حسني في عالم الجن واعتمد على قدرته في التمثيل. وينطبق هذا الأمر على خالد بوصخر الذي فاجأ الجميع بقدرته على امتلاك المسرح من خلال «كراكتر» جديد وكان مفتاح الضحك في العرض بحركاته وإيماءاته وحتى بغنائه.

واعتمدت الرؤية الإخراجية على إشراك الجمهور في العرض ومن خلال الفرقة الاستعراضية، ونجح المسلم في أن يسلط الضوء من خلال الرعب والكوميديا على مشاكل البلدية والاقتصاد والأمن، ولعل تركيزه على جريمة القتل التي حدثت في أحد المجمعات التجارية الشهيرة إنما يريد التأكيد على أن العرض المسرحي يحمل في جنباته الكثير من القضايا التي تهم الناس، كذلك كان للشكل الفني دور كبير في رسم اللوحة النهائية للعرض.

وشكلت الأزياء السوداء الممزوجة باللون الأحمر تعبيراً مهماً عن الحالة المسرحية وعالم الجن بكل تفاصيله، بل إن الجميل في الأمر أن صورة عالم الجن شكلت حالة من الكوميديا. وتبنى العرض تكنيكاً جديداً سواء في الخدع أم مشاهد الرعب، ولعل مشهد السيف خير مثال وكذلك مشهد إشعال النار وغيرها والتي انسجمت جميعها مع الموسيقى التي ساهمت في خروج أكثر من لوحة استعراضية بشكل رائع، وشكل فريق الاستعراض أكثر من 20 شخصية جالت جميعها في أرجاء المسرح قبل أن يبدأ.

المسرحية أبرزت عودة عادل المسلم برشاقة وقوة وأثبت أنه فنان يمتلك الكثير من الأدوات الفنية والطموح الكبير، وشكل مع ابنته حنين منذ المشهد الأول حالة كوميدية فريدة، كذلك تجهيزه لمسرح المبارزة بهذه الإمكانات تنبئ بأن في جعبته الكثير، لكن عليه أن يركز في انتقاء الموضوعات وأن يعمل من الآن على تأجير المسرح لفترة طويلة من أجل احتواء هذا العدد من الجمهور الذي ذهب لمشاهدته.

الجدير بالذكر أن مسرحية «عاشقة الجن» من تأليف وإخراج عادل المسلم، وبطولته إلى جانب كل من حسن حسني، المهرة، خالد بوصخر، محمد باش، أمل عباس وبو رزيقة.