اسيل سليمان الظفيري / إنارة / ابني مخطئ!

1 يناير 1970 06:32 ص
| أسيل الظفيري |

أن تقع أعيننا نحن المربين على ما لا يعجبنا من سلوك أبنائنا، هذا طبيعي، نعم طبيعي، إنما غير الطبيعي هو توقعنا بأن كل سلوك سيصدر من الأبناء سيكون محط ترحيب عندنا، إدراكنا الكامل بأننا نتعامل مع بشر خطاء سيخفف علينا وطأة الصدمة إذا ما اكتشفنا أخطاءهم يوما ما، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح «والذي نفسي بيدِه! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون اللهَ، فيغفرُ لهم».

إذن كما نحن معرضون للوقوع بالذنب، هم كذلك، وإذا ما أدركنا هذا تمام الإدراك فسندخل في إشكالية أخرى، وهي كيف أتعامل مع ابني المخطئ؟ وهذا ليس بالأمر الهين، لأن طريقة تعاملك مع ابنك سيترتب عليها طريقة تعامل ابنك مع خطئه، فإن رأى منك العقلانية والحزم مطعما بنكهة حب الوالد لولده، دون أن تقلل من شأنه، انشغل الإبن بالتفكير بخطئه، أما إذا رأى منك الشدة والتسلط والاتهام وتسليط الضوء على الخطأ فقط، كان شغله الشاغل الانتقام منك والانتصار لنفسه مهما كانت النتائج.

نحن كمربين نعلم أنه في حال أخطأ الابناء فالحوار مطلوب، والحزم مطلوب، لكن المفتاح السحري الذي يفتح قلب ابنك لك وأنت تحاوره، هو إحساسه بحبك له، وإلا ما الذي يجبر الابن على أن يستمع لمربٍ يزمجر ولا يحترم شخصه؟، لكن هل يجتمع الحوار والحزم مع الحب؟ البعض يعتقد أنهما ضدان لا يجتمعان، لكن المربي الواثق بقدرته بعد توفيق الله على إدارة الحوار، والهادئ لأنه يستطيع أن يتحكم بمشاعره دون أن يُظهر الغضب، يستطيع أن يقول لابنه إن كان لخطأ الابن عاقبه «لأنني أحبك وأزعجني تصرفك.. سيترتب على تصرفك.......» ثم يلزمه بتبعات خطئه.

ومما يساعد المربي في أن يشعر الابن بهذا الحب، أن يقول له مثلا «لن أناقش الأمر معك الآن لأنني غضبان، ولا أريد أن تصدر مني كلمات تجرحك»، كما إن الفصل بين السلوك والسالك أثناء الحديث مهم جدا، ذلك لأنه يطمئن الابن من انه لن ينقص من قدره شيء، أما المربي الماهر الذي مد جسور الحب مع أبنائه في وقت الصفا بإظهار هذا الحب لهم ليس فقـــــط بالهدايا والفــــسح، بل بكثير من اللم والضم وكلمات الحب والـــــتقدير والمدح، فليس عليه وقت زلة الابن إلا أن يقول له «أنا زعلان» ستكـــون هذه الكلـــمة كفيلة بأن تهــــز كيـــــــان الابن، ويعــــيد حساباته حتى لا يفـــقد مصدر الحب الذي ينهل مــــنه كل يوم.

من زرع حصد وان لم تكن كل المواسم حصاداً، لكننا كمربين علينا بذل الأسباب والتوفيق من الله.



@AseelAL-zafiri