| د. تركي العازمي |
على هامش مؤتمر الدكتوراة السنوي الذي تنظمه كلية إدارة أعمال بجامعة ليدز البريطانية، وأثناء مشاركتي فيه في العام 2010، ذكرت بأن الباحث في حقل القيادة يحتاج إلى التظاهر بالغباء القيادي لما له من فائدة من عزل هوى النفس عن حيثيات مادة البحث في جزئية جمع المعلومات من عينة البحث ليعطيها حيادية أكثر وبعد تجميع المعلومات تستدعي الضرورة إلى تجاوز مرحلة الغباء ليتسلح الباحث بالذكاء في التحليل متسلحا بنظريات قيادية قائمة!
والغباء القيادي وجدته مفيدا للغاية على المستوى المهني وبإمكان أي قيادي استغلاله للوصول إلى المعلومة السليمة ليبني قراره التصحيحي بعيدا عن هوى الأنفس وأنا شخصيا أستغرب ممن يتظاهر بالغباء القيادي على طول الخط ولا يتوقف... هذا ما تشهده الساحة على المستويين المؤسسي والسياسي ولا شك انه انعكس على المستوى الاجتماعي: كيف؟
منذ قرابة عقد من الزمان ونحن نتابع تجاوزات بطلها رجال السياسة وقياديو كثير من المؤسسات مشابهة إلى نوع بما حدث من هجوم على الوزيرة ذكرى الرشيدي ووزير الصحة السابق الهيفي والذي يعتبر ردة فعل طبيعية أفرزتها نفوس فئات المجتمع المتضررة من قرارت القيادي!
لا يمكن بأي حال من الأحوال حذف أي ركن من أركان المثلث (السياسي، المؤسسي والاجتماعي) لأن أي إفرازات سواء كانت سلبية أو إيجابية لأحد أركان المثلث نجدها مؤثرة في ركني المثلث الآخرين.
خذ على سبيل المثال أي قيادي يقدم على تعيين شخص ما بشكل خطأ غير مبني على الكفاءة كمعيار رئيسي للاختيار فإنك تجد انعكاساته على وضع القيادي السياسي والفئات المتضررة من ذلك التعيين وأعني هنا القيادي في القطاع الحكومي وكذلك القيادي في القطاع الخاص لأنهم ببساطة أصحاب حق سلب منهم!
أما رجال السياسة وتحديدا أصحاب القرار، فإنني أستغرب تمسكهم بسلوك التظاهر بالغباء القيادي رغم فوائده في عملية اتخاذ القرار (الوقتية) حيث كل المعطيات تشير إلى وجود خطأ في الممارسة السياسية وبات معلوما لدى فئات المجتمع من هم وراء التيه السياسي الذي نتقوقع في دائرته منذ قرابة عقد من الزمان... ورغم كل هذا يبقى المستشارون والقياديون الخطأ في مراكزهم ما أثر سلبا على المجتمع وأعني هنا السواد الأعظم الباحث عن مرحلة جديدة تنقلنا إلى حيز التنمية البشرية التي تشكل الأساس في بناء مظاهر التنمية الآخرى!
تظاهرتم ايها القياديون بالغباء القيادي وأنتم اصحاب القرار ومشكلتكم أنكم تتوقعون أن غيركم في خانة الغباء يدور، وهذا وإن استمر فهو دافع إلى تحفيز الفئات «الذكية» للهجوم عليكم!
أذكر وعلى المستوى المهني حال بعض القياديين ممن «صك الجام» وعزل نفسه عن البطانة الصالحة وسار في تيه الغباء القيادي حتى بات «غبيا» فعليا وعندما قابلته ردود فعل البطانة الصالحة أدرك إنه مخطئ في تصوره أن البقية الصالحة غبية... لكن بعد فوات الآوان!
مما تقدم، فإن الغباء القيادي مفيد لفترة زمنية تسبق اتخاذ القرار فقط ولم اشعر بأنه، أي التظاهر بالغباء القيادي، معمول به على نحو سليم وهو نتاج طبيعي لحالة التيه التي نعيشها والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi