مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / مصر لم تعد تقبل القسمة

1 يناير 1970 07:59 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

 يقسّم المصريون أنفسهم تقسيمات عدة عرقية، ودينية، ومناطقية، وحتى رياضية، وفنية.

صعايدة، وفلاحون، وأبناء بلد، مسلمون، وأقباط، بحري، وقبلي، أهلاوية وزملكاوية، وقديماً جمهور أم كلثوم، وعشاق محمد عبد الوهاب.

ولكنهم كانوا يجتمعون على حب مصر، والحرص على وحدتها.

وقسمة اليوم أمرّ وأخطر، قد تؤدي إلى حمامات دم، وانهيار لأم الدنيا، درع العروبة وجيشها.

التقسيمات الجديدة هي: التحرير، ورابعة العدوية، انقلابيون وإرهابيون، تقسيم أوصل الفُرقة والبغضاء حتى داخل البيت الواحد، وهو على أساس سياسي بحت، والكل متشبث برأيه، ويريد فرضه ولو بالقوة، وإقصاء الآخر ولو بأنهار من الدماء.

بل حمل كل طرف كفنه، وزجّ بالأطفال والنساء في ميدان المعركة، أفلا يرون ما حولهم من دول تعاني الحروب الأهلية والإرهاب والدمار؟ والعاقل من يتعظ بغيره، ولا يكون عظة للآخرين.

لقد انحاز الأزهر ومثله الكنيسة القبطية منذ البداية لطرف دون آخر، فلم يعد دورهما في الوساطة مقبولاً بين الطرفين، وجاء دور الرموز الوطنية والشعبية، من المسلمين والأقباط، رجال دين وسياسيين وقادة أحزاب وأدباء وحتى فنانين ورياضيين، واستخدام الكلمة والقلم، والسعي بجدية لتقريب وجهات النظر، وردم هوة الخلاف التي باتت تتسع يوماً بعد يوم، وغير ذلك ستصبح مصر أمصاراً، كما حدث في الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا ويحدث الآن في العراق وليبيا.

فهل يصحو العقل من غفوته، ويتغلب الحب على الكره، ومصلحة الوطن على الاختلاف عليه، أم هي النهاية؟ وتفرض علينا حلول من الخارج لمصلحة إسرائيل لا مصلحة العرب.