سعد خالد الرشيدي / تحت المجهر / مرزوق المجلس... إذا أفلح؟

1 يناير 1970 06:58 ص
| سعد خالد الرشيدي |

في صباح 27 يوليو الماضي وضع أحد الاصدقاء علما كويتيا على كتفه وتوجه الى الدائرة التي يتعين من خلالها الإدلاء بصوته إلى من يختاره في انتخابات مجلس الأمة الاخيرة، وقال هذا الصديق الذي لم يتجاوز عمره الـ 21 عاما لاحد المقربين له اتمنى ان يفكر المجلس النيابي في مشاكلنا هذه المرة بعمق أكثر بدلا من انشغاله في إدارة خلافات أعضائه الشخصية مع الحكومة.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم وتحديدا في 6 أغسطس الماضي، كانت أمنية هذا الشاب على موعد لمحاكاة الواقع ومن خلال سياق الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة الجديد.

ومن الواضح من سياق الكلمات التي جاءت في الجلسة انه بالإمكان تحقق أمنية هذا الشاب أقله ظاهريا مع ما بدأه رئيس مجلس الامة المنتخب مرزوق الغانم فترة رئاسته بالتوعد امام الجميع انه سيطوي صفحة الخلاف مع الجميع، وانه يدعو كل الاطراف إلى بداية جديدة يكون عنوانها العريض خدمة الكويت وأهلها الذين يستحقون من قادتهم التكاتف من اجلهما.

كلام الغانم هذه المرة حمل نبرة يعلوها الامل في نفوس الكويتيين الذين كانوا منجذبين الى شاشات التلفزة بخلاف من حالفه الحظ في حضور الجلسة الافتتاحية شخصيا.

فإن تجتمع إرادة مجلس الامة والحكومة هذه المرة (كما بدا) على قيادة البلاد إلى مرحلة جديدة من التطوير خالية من الخلافات الشخصية التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من التخلف والتراجع في جميع مؤشرات قياس الكفاءة المحلية والخارجية، فيمكن استشراف المستقبل بمزيد من التفاؤل.

ما نحتاجه من مجلس الامة الجديد أن يتخذ بالتعاون مع الحكومة وبكل حزم كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات التي تلحق أضرارا ببلادنا»، وان يعملا على النظر بجدية في قضايا المواطن الاجتماعية والتعليمية والصحية ناهيك على تطوير البيئة التشغيلية الجيدة، المدعومة بالإيرادات النفطية المرتفعة عن طريق زيادة الإنفاق الحكومي المتعطل من دون سبب، مع تأخر تنفيذ خطة التنمية التي مازالت تواجه المزيد من العقبات.

أعتقد وقد تتفق معي القوى السياسية المهتمة بالشأن الكويتي ان انتخابات 27 الشهر الماضي ساعدت في انتخاب برلمان داعم للحكومة ما يقود إلى تنامي التوقعات المتفائلة في شأن إمكانية تسريع الإنفاق الرأسمالي في 2014.

واذا كان الغانم وجه من موقعه في الجلسة الافتتاحية ثلاث رسائل إلى المواطن الكويتي والى من انتخبه ومنافسه على الرئاسة النائب علي الراشد، وجميعها رسائل تطمينية تشير إلى نجاح المجلس النيابي هذه الدورة اذا أفلح مرزوق في طي صفحة الخلافات وبداية العمل مع الجميع على مستقبل مشرق للكويت، الا أن الرسالة التي يتعين على جميع المستويات السياسية وفي مقدمهم مجلس الامة ورئيسه الشاب، فهمها جيدا وعدم اغفالها أن عودة التركزات السياسية على نقاط الخلاف بعينها، بالإضافة إلى الغموض في ما يتعلق بتوجهات الدولة التنموية مستقبلا، تبقى كلها عوامل أساسية للمخاطر على الكويت والمواطن.

المطلوب من الحكومة ومجلس الامة ان يتناغما في تنفيذ جميع السبل التي تقود الكويت إلى الخروج من الحلقة الضيقة المحددة بالخلاف الشخصي إلى الخلاف على اولوية تطوير الكويت وتنميتها اقتصاديا وبشريا، واذا كان من الضروري تغذية المشهد السياسي ببعض المطالب الشعبوية التي تستدعي الصوت العالي في بعض المطارح، أو مواجهة اي فساد او مخالفة مؤكدة بسلاح الاستجواب، فهذا لا ينبغي ان يتعارض مع مسار التنمية، والا سيكون المجلس الحالي صورة مكررة لمسلسل العمل السياسي الذي طال في الكويت من دون موعظة، ليعود المواطن وقتها إلى المربع الأول الذي ينحصر فقط على التمنيات دون الانجاز.