| د. تركي العازمي |
قبل أشهر عدة تلقيت اتصالا من مكتب سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الثالثة وتوقعنا اللقاء به لكن الله المستعان.... واليوم وقد صدر الأمر الأميري بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بترشيح أعضاء الوزراة الجديدة والتي قد تتشكل مع نشر هذا المقال أو على الأقل قد تكون تبينت ملامحها!
لذلك، نود من سمو الرئيس أن يعود مشكورا لمضمون مقال سابق تطرقنا من خلاله حول الفكر الاستراتيجي والصفات المراد توافرها في المرشح لمنصب وزاري وليتسع صدره لنصيحتنا هذه، لاسيما وأننا في شهر فضيل ونريد من ورائها الخير للبلد والعباد:
يا سمو الرئيس... القدرة هي المقياس واختيارك له حساسية خاصة وأظن المجلس الحالي قد يتسبب بإزعاج الحكومة من قبل مجموعة معينة من النواب « مفتحة بالبن» وعليه يجب أن تتدارك أخطاء التوزير السابقة فمن الخطأ نعلم الصواب.. هناك وزراء لا يتصفون بالصفات القيادية المطلوب توافرها في المرشح للمنصب الوزاري!
قد يرشحون لك اسماً... ويقولون دكتور أو مهندس أو خلافه من التمهيد المعتاد اجتماعيا عند عرض المجاميع أو حتى المستشارين للأسماء لكن لو نظرنا لقدراتهم القيادية وتصنيفهم السياسي لوجدنا مساحة فارغة بين أول السطر وآخره أشبه بخطة العمل الحكومية: لماذا؟
يا سمو الرئيس... عمل حكومي بدون فكر استراتيجي يقوده وزراء أصحاب قرار لا يخضعون لـ «الواسطة» و... «حبة الخشم» لن ينفع!
يا سمو الرئيس... مشكلتنا في الاستشارات الخاطئة ووجود وزراء لا يجيدون اللعبة السياسية، وخذ على سبيل المثال الوزير الشمالي وتصريحه الشهير ولربما كان قصده مختلفاً لكن طبيعة الشعب الكويتي والممارسة السياسية تحتاج حذرا شديدا عند اختيار الكلمات التي تشكل جملا استفزازية بقصد أو غير قصد.. وخذ المثال الآخر في تصريح وزير الصحة الهيفي حول الخدمات الصحية الكويتية حين قال انها أفضل مستوى من الخدمات الصحية في بريطانيا!
هذا ليس كلامي ولا اجتهادا شخصيا... هذا ما يتناوله العامة ونحن مهمتنا توجيه النصيحة احتراما للمصداقية التي بدأنا دراسة الصحافة معها في العام 1985 وهي بمثابة استشارة مجانية صالحة تعكس واقع الحال!
قد تتدخل العاطفة في بعض الأمور ولا بأس من باب انساني، لكن الحديث عن توزير أو ترشيح لمنصب قيادي مبني على توصيات كثير منها تراعي الثقل الاجتماعي ( المحاصصة ) أو لنفوذ أو خلافه مما اعتدنا على سماعه فأظن بل أجزم بأننا لن نستطيع تقويم الخلل الذي تعاني منه منشآت الدولة!
المراد.. ان البعض يردد «يا تركي... أنت تبحث عن عالم مثالي»، وما عساي ارد عليهم بغير ما تعلمناه من دراسات بحثية واقعية مطبقة وحتى الدول الغربية المتطورة عندها «واسطة/ محسوبية» لكنها تأتي على هيئة تزكيات صحية مجردة من المصالح خاصة عند اختيار قيادي لترؤس منشأة معينة في تقديم خدمة للجمهور كالصحة والتعليم والشؤون والتجارة وغيرها!
يا سمو الرئيس... القدرة هي المقياس ولا يجب أن يقدم الولاء على القدرة.. والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]