سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / شروق

1 يناير 1970 11:20 ص
| سلطان حمود المتروك |

مشاهد الحياة كثيرة ومناظرها عديدة وحالاتها مختلفة وأحوالها متباينة ولكن تعتري الحياة حالتان أولاهما: غيوم وسماء ملبدة وتزداد ظلمة وتفيض حلكة إذا اشتدت الأهوال وعظمت المشاكل وفقمت الحوادث فهي تصبح كالبحر اللجي الذي يعلوه موج ممن فوقهِ سحاب ظلمات بعضها فوق بعض.

هي حالات التطرف والتشتيت والتخوين والتبعيض وما أكثرها في أوساط هذه الدنيا التي نشاهدها من أمامنا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمائلنا.

أناس يئنون وثكلى تصرخ ويتامى لا يجدون إلا الفاقة المطبقة، أين حرمة النفس... هي أكبر من حرمة الكعبة في نفوس المسلمين، وثانيهما: هو استقرار واطمئنان وتفعيل للديموقراطية واستخدام لمستلزماتها وأدواتها ضمن دستور واضح المعالم بين الأهداف رسم لمسيرة أمة وحياة أجيال فهم يمضون على ما رسم لهم الآباء والأجداد كي يرسموا مستقبلهم بفكر واضح وخطى واثقة وهكذا برزت الغزالة من خدرها في يوم السبت الماضي على جموع من أفراد الأمة الكويتية وهم يطرقون صناديق الاقتراع لكي يكتبوا بأيديهم الممتلئة بالخير من يمثلهم لرسم المستقبل وهم يستنشقون نسائم الخير في هذا الشهر المبارك الذي حقق الله فيه كثيرا من الإنجازات الخيرة في مضامير عديدة.

نطمح بأن تكون مخرجات هذه الصناديق أعضاء لمجلس جديد، يحملون أفكاراً تنم عن خطة اقتصادية متكاملة، تفتح آفاقاً لقواعد صحية واثقة وشاملة، وخطط تربوية رصينة تعمل على التهذيب والتربية والثقافة الوطنية التي ترسخ حب الوطن وتعمل على نبذ الفرقة وتؤكد على روح الأسرة الواحدة.

نطمح في الفترة المقبلة أن تولد حكومة تعمل على المؤازرة في تنفيذ الخطط ووضع لوائحها التي ترمي إلى تفعيلها والعمل على دفع عجلة التنمية الشاملة التي تعمل على بناء المواطن الذي يؤسس لبنة قوية في تماسك صرح الوطن.

لقد صهرتها النار حتى توقدت

ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقراً

سيخرج من تحت الرماد محلقاً

لآفاق آتٍ نحن في سرهِ أدرى

لقد علمتهُ الريح سر اختلافها

وسر غيوم تحمل المزن والقطرا