العمل الذي جمع حياة الفهد وسعاد عبدالله

ما أسباب الهجوم على «البيت بيت أبونا»؟

1 يناير 1970 10:11 م
| كتبت سماح جمال |

ما أسباب الهجوم على مسلسل «البيت بيت أبونا»؟... سؤال يطرحه الكثير من المشاهدين، وخصوصاً الذين انتظروا بلهفة عودة الفنانتين حياة الفهد وسعاد **عبدالله للعمل معاً في مسلسل واحد. ومع عرض الحلقات الأولى بدأت تنهال الانتقادات التي ابتعدت في كثير من الأحيان عن أصول النقد وقواعده، وتجاوزت في أحيان أخرى حدود اللباقة والأدب، وحرص البعض على متابعته بتفاصيله وابراز كل هفوة أو خطأ قد يحدث، وتضخيمه بصورة مبالغ فيها بعض الشيء.

وفي حال شهد العمل أخطاء وهفوات، فلماذا لا يتم طرحها من قبل البعض بصورة أكثر تهذيباً واحتراماً لتاريخ قامات فنية عملت في المجال لأكثر من خمسين عاماً حتى باتت رموزاً وعلامات فارقة في الدراما الكويتية والخليجية، خصوصاً أن المسلسل الذي كتبته وداد الكواري يعتبر أكثر تهذيباً من الكثير من الأعمال الأخرى التي تعرض في شهر رمضان وتحمل كماً كبيراً من الألفاظ الخارجة أو حتى تطرح قضايا خادشة للحياء ولا تتناسب مع روحانيات الشهر الفضيل.

«الراي» تحدثت مع عدد من صنّاع العمل عن مواقفهم من هذه الحملة واستيضاح أسبابها، فكانت البداية مع الفنانة حياة الفهد التي رأت أن «الهجمة الحالية على مسلسل (البيت بيت أبونا) منظمة من قبل ثلاثة صحافيين يعملون في جريدة واحدة، اثنان (بدون) والثالث كويتي حاقد على الكويتيين للأسف، وشخصياً أعتبرهم مرضى نفسيين (والله يشفيهم)، وحتى ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي أشك أنه من جمهور حقيقي لأنني أثق بجمهورنا وبدرجة وعيه، وهذه الحملة بدأت حتى قبل تصويرنا للعمل، الى درجة أن صحافياً كتب أننا لا نمتلك اجازة للنص، رغم أن الفنانة سعاد عبد الله قامت بنفسها بارسال نسخة من الاجازة الى تلك الجريدة». وأضافت: «لا أعتبر ما يكتب عن العمل نقداً بل تجريح، فهل يعقل أن نحكم على المسلسل بالفشل بعد الحلقة الثانية أو الثالثة؟!».

وحول الانتقادات التي وجهت للعمل بخصوص دور الفنان ابراهيم الصلال الذي يقوم بدور والدها هي والفنانة سعاد عبد الله، قالت: «ألا يعقل أن يكون رجل في التسعين من عمره عنده بنات في السبعين أو الثمانين، وهل نبدو أنا وزميلتي سعاد نناهز الـ (90 أو 100) مثلاً، وشخصياً كانت جدتي تبلغ الـ 110 أعوام عندما توفيت، وكان أكبر أبنائها في الـ 85 من عمره عندما توفي».

واعتبرت الفهد أن سبب الهجوم يرجع الى «هذا المدعي أنه صحافي وهو انسان مريض وحاقد يحاول أن يرتفع على حسابنا، فنحن عندما نراه أنا وبعض الزملاء في أي تجمع نتحاشاه ولا نعيره أي اهتمام، وسبق أن تحدثت مع رئيس تحرير الجريدة التي يعمل فيها أكثر من مرة، ولكن يبدو انه ليس له سلطان عليهم».

وأكدت «أم سوزان» أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها هؤلاء الصحافيون بهذه الطريقة، فسبق أن قاموا بحملة مماثلة في مسلسل «ليلة عيد» و«كانوا يحرّضون وزارة الاعلام على ايقاف العمل، فهؤلاء لديهم احساس بالنقص يعوضونه بـ (الغلط) في حق الآخرين للفت الأنظار اليهم».

وتابعت «أما هضم حق الكاتبة وداد الكواري وبعض العاملين، فبسبب حقدهم على بعض النجوم ولا أعتب على اشخاص لا يوجد عندهم ضمير بل على رئيس تحرير تلك الجريدة الذي يوظف أناسا دون المستوى كهؤلاء، ولا افهم كيف لا تُسمع كلمته على هذه (العصابة)، واتمنى الا يتمادى هذا الشخص أكثر والا سأوقفه بالقانون عند حده».

وأشارت الى أن «هناك صحافيين اثق فيهم واعتبرهم أخوه وزملاء وأحترمهم واتواصل معهم، على عكس هذه المجموعة المنبوذة من الكثير من الفنانين، ولا اعترف فيهم او حتى اسلم عليهم، فهم ضعاف نفوس ومرضى (شفاهم الله)».

وشددت الفهد على رضاها عن العمل، وقالت: «المسلسل يحمل قضايا ورسائل مهمة للمجتمع، (ومو كله صراخ) ومشاحنات مثل بعض الاعمال التي تعرض، فنحن ندعو الاهل الى ألا ينقلوا خلافاتهم ويورثوها لأبنائهم، وألا يكون الاتكال على المعيل بل يعمل جميع أفراد الأسرة ويجتهدون، والا يكون ارتباط الولد بفتاة اجنبية وسفره معها هو هجر لأهله ولبلده، وهناك الكثير من الرسائل الاخرى التي نريد ايصالها». لافتة الى أن «كل عمل له اخفاقات، ولكن يجب أن ننتظر ونتابع حتى نحكم على العمل، ومن البداية قلنا انه ليس كوميدياً، بل اجتماعي بلمسات كوميدية».

ومن جانبها، قالت الفنانة سعاد عبد الله: «قبل أن نبدأ تصوير العمل قالوا اننا نعمل من دون ترخيص، وأرسلت للجريدة نسخة منه، ونحن أجزناه قبل بدء التصوير بشهر، فهل بعد كل هذا التاريخ نغامر بالعمل من دون تصريح، وهذه الجريدة بالذات بدأت بانتقاد العمل بعد الحلقة الثالثة».

وأكملت «أم طلال»: «فلو قدمنا أفضل عمل في التاريخ فسيقولون انه سيّئ، لأن تقييم البعض للأمور يرجع الى المزاجية، أو أنهم يمتثلون الى طرف ما يطلب منهم أن يهاجمونا».

ورأت أن «دافع هؤلاء معروف، ولو كان النقد فيه عقلانية وموضوعية احترمناه، واذا كان القصد هو جعلنا نتوقف عن التعاون مع المنتج عامر صباح فنحن ارتحنا جداً للعمل معه، ولن نترك انساناً احترمنا وقدّرنا».

وأبدت «أم طلال» استغرابها من الهجمة والاعتراض على قيام الفنان ابراهيم الصلال بدور والدها هي والفنانة حياة الفهد، فقالت: «هذه ليست المرة الأولى التي يقدم دور والدي على الشاشة، فقبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً جسّد شخصية والدي في مسلسل (درس خصوصي) وكان والدنا أنا والفنانة مريم الصالح، فلماذا الاستهجان اليوم؟!».

وأثنت «أم طلال» على فريق عمل مسلسل «البيت بيت أبونا»، وقالت: «الجميع قدموا أدوارهم بحرفية عالية وكانوا رائعين في مكانهم، فكانت لمسات المخرج غافل فاضل الفنية وايقاعه في العمل رائعة، والمسلسل من أجمل الأعمال التي كتبتها الكاتبة وداد الكواري».

وأوضحت أن «نص (البيت بيت أبونا) لم يتغيّر فيه شيء، باستثناء بعض الكلمات القطرية التي حُوّلت الى كويتية والعمل من أكثر الأعمال مشاهدة على محطتي (الراي) و(mbc)، فهو يتكلم عن قضية مهمة، وهي الأخذ الدائم من دون عطاء، ويطرح قضية الاتكالية عند بعض الشباب وعدم المحاولة لتحقيق طموحاتهم بأنفسهم والاعتماد على الآخرين، وأيضاً يتكلم عن قضية عدم التواصل بين الأسرة الواحدة، الى درجة القطيعة بين الاخوة».

وأشارت «أم طلال» الى أنها تحتفظ بكل القصاصات التي كتبت عن أعمال سابقة مثل «فضة قلبها أبيض»، «زوارة خميس»، «فرصة ثانية» وغيرها. كما عبّرت عن حبها لجمهورها الذي غمرها بالدعم منذ بداية مشوارها والى اليوم، وقالت: «مكانتنا عند جمهورنا نعرفها، ونعلم أننا فرد من كل بيت كويتي، ولا أحد راض عن هذه الحملة».

ومن ناحيته، قال المخرج، غافل فاضل: «الهجمة الحالية دليل على أن العمل مشاهد، ولا أعتبر ما يكتب نقداً بل ترهات وانطباعات، أو رأي قد يصدر من مشاهد عادي وليس متخصصاً، فبعد العمل في مجال الاخراج لأكثر من 42 عاماً، استمعت دائماً الى الانتقادات ولا يزعجني النقد البنّاء الذي استفدت منه في بدايتي وكان يكتبه أساتذة ومتخصصون، ولكن الآن كلنا نعرف نوايا البعض وكيف أن هناك من يخرج ما في صدره ويوظفه بصورة تخدم مصالحه (لضرب فلان أو علان)، والأهواء الشخصية تلعب دوراً لا يمكن أن ننكره».

وأضاف فاضل: «فلو كنت مخرجاً سيئاً لانتهيت كما انتهى غيري، وهل النقد أن يكتب (خشمها كبير، عجبني العمل، صبغ أظافر، لون فستان...) وأقول هذا الكلام لأنني درست النقد، وكما هو معروف أن الوسط الفني باتت فيه ظاهرة (النم) و(مو نظيف في تعاملاته)، والحسد انتشر فيه وهناك أشخاص لا يتمنون النجاح للآخرين، فلا يوجد عمل هرب من هذه (اللسعات) والأمر كله يأخذ على اعتبار شخصي، وليس من باب النقد الحقيقي المدروس مثلاً، ولا يجوز أن نقول نقدا بل (بحث عن دبوس) و(تطنز) لرسم البسمة على وجه القارئ».

وعن الملاحظات التي أبداها البعض على «البيت بيت أبونا»، فقال: «لم أختر النص وجئت فقط كمنقذ له، وهذه حقيقة وليس تبرؤاً من العمل لأنه صار عملي، والكل يعرف أنني لم أكن مكلفاً باخراج العمل من البداية واخراجي له كان انقاذ موقف، وقد تغيّر الطاقم الفني أكثر من مرة وعملنا بثلاثة طواقم فنية، وكانت هناك ثلاثة اختلافات في الألوان، وحاولنا أن نعمل ونجتهد حتى وصلنا الى هذه النتيجة».

وأكمل فاضل: «فلا علاقة لي بالشخصيات ولم أتدخل بالنص، وتم اختيار فريق العمل من قبل المخرج عبد الخالق الغانم، وكان من الصعب أن أغيّر النص أو الممثلين، وهو ليس عملي من الأساس، ولا أنكر أن هناك (بعض المس كاستينغ) وهذا خلق حالة من التغريب لدى المشاهد وجعله في بعض الأحيان لا يكون على اتصال بالشخصية بصورة صحيحة، ولو كان العمل منذ البداية لي لكنت اشتغلت عليه كما نعمل دائماً، ولكنت قمت ببعض التعديلات».

وعن اسباب قبوله استكمال اخراج العمل، قال: «قبلت لأنه تم التواصل معي من قبل المنتج عامر صباح شخصياً و(أم طلال) التي أعتبرها أختاً وزميلة مشوار فني، ووقتها لم يكن هناك أحد متفرغاً لتقديم العمل، وعندما طلبوا مني اخراج العمل كانت (فزعة) بالنسبة اليّ، وهم كانوا انتهوا من تصوير ثلث العمل، ومن الصعب أن أغيّر فيه بصورة جذرية».

وأردف: «ولم يكن هذا هو النص المفترض أن أصوّره، بل كان عمل آخر من تأليف فهد العليوة، ولكنه تأخر في الانتهاء منه وبالتالي وقع الاختيار على هذا العمل، وكانوا في سباق مع الزمن وبالنهاية خرج المسلسل».

وحول الاتهامات التي ساقها البعض له كمخرج غير متطوّر، قال: «أستغرب من البعض الذين قالوا لي (انت ما تتطور) وأريد أن أعرف مفهوم التطوّر لديهم، والانبهار الذي عند البعض بأحد الأعمال يحسب لمدير تصوير واضاءة وليس المخرج، أما أن التطور هو (تحريك الكاميرا)، فهناك أمور لم تكن لها منطقية درامية ويقومون بهذا فقط لابهار المشاهدين».

وأكمل فاضل: «أتمنى أن يخبرني أحد عن الفارق بين الأعمال المحلية الأخرى التي تعرض حالياً، فالبعض يعمل بطريقة تصوير (كم شوت) ولا يوجد عنده حركة ممثل أو غيره، فالاخراج له مدرسة وقواعد، وهذا ليس تمسكاً بالكلاسيكيات، بل بالأصول، فلابد أن نتبعها والا لماذا يتم تدريسه في المعاهد والجامعات، وأين التطوير والموهبة في أن نقلد ونحاكي أعمالاً قُدّمت من دون فهم!».

ونفى فاضل أن يكون هناك أي تدخل في العمل، «لكن البعض يعتقد أن (أم طلال) تدخلت فيه، وهذا ليس صحيحاً، فعلى الرغم من أنها منتجة أو مشرفة على بعض الأعمال، ولكنها لم تتدخل في ناحية المونتاج مثلاً، وقد تشاهد بعض الحلقات وتبدي ملاحظاتها عليها، و(أم سوزان) أيضاً لم تتدخل فيه، وطوال فترة عملي معهما لم أر أي تدخل منهما فيه وتكونان ممثلتين فقط، وحتى المنتج عامر صباح لم يتدخل من قريب أو من بعيد بالعمل».

وعن فكرة مقدمة المسلسل، قال: «كانت فكرة لطيفة أن نقوم بعمل (فلاش باك) لبعض الأعمال التي تربى عليها أجيال وحفرت في ذاكرتهم، وللحقيقة لم تكن فكرتي، ولم أتدخل في مقدمة المسلسل الا في عملية تركيب الأصوات ولم أتدخل حتى في ترتيب الأسماء».

ولفت فاضل الى أن ما تناوله البعض حول ملابس الأطفال التي قيل انها ظهرت في أحد المشاهد، في حين العمل لم يظهر فيه أطفال صغار، فقال: «هذه ملابس الممثلة شوق، ولو كان الناقد ركّز في العمل لوجد أن ملابس ارتدتها في مشاهد أخرى، والطريف هنا أن المنزل الذي كنا نصوّر فيه لم يكن فيه أطفال، حتى نقول ان الملابس جاءت بالغلط على سبيل المثال، ولا أعرف من أين جاء البعض بهذه الملاحظة؟ أما اختيار الفنان ابراهيم الصلال لدور والد سعاد وحياة، فمن قال عن الصلال لا يجوز أن يقوم بدور أب لهما أقول له وما البديل؟».

وأكد غافل فاضل على أن العمل اجتماعي وليس كوميدياً، «وهناك بعض الشخصيات والجمل تحمل روح الفكاهة، و(أم طلال) و(أم سوزان) أضافتا روح الكوميديا، ولكن العمل في النهاية غير كوميدي».