ليبيا تقفل حدودها البرية مع مصر ورئيس الوزراء سيجري تعديلاً وزارياً
1 يناير 1970
06:13 ص
طرابلس - عواصم - أعلن رئيس رئيس الحكومة الليبية الموقتة علي زيدان، انه سيجري تعديلا على حكومته بعد ان اقتحم محتجون مكاتب لجماعة «الاخوان المسلمين» في ليبيا ومقرا لحزب سياسي ليبيرالي للتنديد باغتيال المعارض البارز لـ «الاخوان» عبد السلام المسماري في بنغازي، مشيرا من ناحية أخرى، الى اقفال الحدود البرية مع مصر امام المسافرين «لمنع المسؤولين عن اغتيال المسماري من الفرار»،.
وأضاف زيدان في مؤتمر صحافي انه بصدد اجراء تعديل وزاري وتقليص عدد الوزراء لضمان أداء افضل لمواجهة الوضع الراهن العاجل.
وتابع زيدان في مؤتمر صحافي ان «الامر اعطي باقفال الحدود مع مصر وسنسمح للبضائع فقط بالدخول».
واوضح ان السلطات المصرية تبلغت بالقرار الليبي وان «لائحة باسماء اشخاص مشبوهين ستبلغ للقاهرة بهدف توقيفهم» اذا غادروا الاراضي الليبية.
وقال: «استدعينا ايضا فريق تحقيق دوليا للمساعدة في الاستجوابات»، من دون اي توضيحات اخرى.
ونزل المئات الى الشوارع ليلا لادانة اغتيال المسماري، الذي قتل بالرصاص عند مغادرته المسجد بعد صلاة الجمعة الجمعة الماضي. وتحوّلت الاحتجاجات الى اعمال عنف.
وفي وقت سابق، وصف زيدان عمليات الاغتيال التي شهدتها بنغازي بـ «الأعمال الإجرامية التي ارتكبت لتعيق الثورة ومسارها في بناء الدولة ونشر الفوضى في البلاد وإجهاض مشروعها الوطني في بناء دولة القانون و المؤسسات و حقوق الإنسان و العدل و الحرية».
وكان المسماري معارضا لـ «الاخوان» وكثيرا ما ظهر على شاشات التلفزيون معارضا لوجود الميليشيات المسلحة في شوارع ليبيا. وقتل مسؤولان عسكريان ايضا في بنغازي الجمعة. واتهم «الاخوان المسلمون»، في وقت سابق، أنصار النظام السابق بالتحريض على اقتحام مقار حزب (العدالة والبناء) في عدد من المدن الليبية.
وأعلنت دار الأفتاء، إن ممارسة العنف في ليبيا عمل مستنكر في الشرع والعرف. واعتبرت في بيان، أن «تزايد وتيرة أعمال العنف والقتل والاغتيالات والسطو بقوة السلاح في ليبيا، يعد عملاً مستكراً في الشرع والعرف والطبع، ومنزلقاً خطيراً إلى الجريمة، لا يرضاه صاحب دين ولا من له في الوطنية نصيب».
وأشارت الى أن «مَن يقوم بهذه الأعمال، سواء كان فردا أو جماعة أو دولة أو تنظيماً أيا كان انتماؤه أو توجهاته، يرتكب ظلماً كبيراً وإثماً عظيماً وشركاً بالله»، وتابعت «ليس هناك ذنب بعد الشرك بالله، ولا أبغض ولا أشنع من قتل مسلم بغير حق، وليَعِدّ القاتل نفسه للجواب».
وحذّر المسؤول العام لجماعة «الإخوان المسلمين» بشير الكبتي، من محاولة استدعاء المشهد المصري الى ليبيا، مشيراً الى أن الشعب في ليبيا كلّه مسلّح ما سيُدخل البلاد في نتائج كارثية.
وقال ان «العنف الذي بدأت وتيرته في التصاعد كلما لاحت بارقة أمل في الأفق السياسي، يعود إلى اليد الخفية الغادرة التي تضغط على الزناد وتقف وراءها مصالح ضخمة لأشخاص يبنون ثرواتهم على دماء الليبيين».
ولفت إلى أن استهداف القوى الأمنية والقضائية وحتى السياسية، يؤكد أن العدو، الذي لم يحدده، يقف ضد انتفاضة الليبيين على النظام السابق، مشيراً إلى أن كل تلك المحاولات ترمي إلى النيل من استقرار البلاد واستدراجها للعنف والفوضى.
وفيما طالب الكبتي كافة القوى الوطنية إلى الوقوف صفاً واحداً لتفويت الفرصة على عدو خارجي، دعا الحكومة إلى الوقف بحزم والكشف عن الجناة الذين نفذوا الاغتيالات في بنغازي التي اعتبرها بجاية المعركة الحقيقية بين الدولة والمظاهر الفوضوية التي تحاول أن تسيطر على ليبيا.