محمد جوهر حيات / سوالف / حكومة تمنح وتعجز!

1 يناير 1970 07:19 ص
| محمد جوهر حيات |

• لا يُخفى على أحد بأن الكويت ما بعد الاستقلال انتهجت سياسة (ديبلوماسية الدينار) في سياستها الخارجية عبر الصندوق الكويتي للتنمية العربية وهذا ما أعطى مكانة مرموقة للكويت على خارطة العالم، ولا ننكر بأن للكويت إسهامات إنسانية كبيرة على العديد من دول العالم العربي وغيره وكان لهذه السياسة الأثر الإيجابي الكبير على دولة الكويت لما قدمه العالم لنا خصوصاً أثناء أحداث الغزو عام 1990م رغم بعض المواقف الشاذة من بعض الدول العربية الشقيقة التي أخذلت الحق في وقتها!

عندما انتهجت الكويت سياسة ديبلوماسية الدينار في السياسة الخارجية كانت توازيها سياسة الانفتاح والتطور والنهضة الداخلية عبر المؤسستين الحكومية والنيابية في المجالات العمرانية والاقتصادية والثقافية والأدبية والمسرحية والإعلامية والرياضية وكانتا سلطتين مقبولتين نوعاً ما رغم بعض المساوئ التاريخية بعرقلة الحياة الدستورية ولكن قدمتا وطناً به (لمحات) جمالية تنموية تقدمية نهضوية.

• في السنوات الأخيرة نخر التخلف والتراجع بالسلطتين بعد تفاقم الأمراض العرقية والمذهبية بالمجتمع التي دمرت السلطة التشريعية، وازدادت أمراض التنفيع، وانتقائية تطبيق القانون، والمحاصصة في السلطة التنفيذية مما صنع عندنا حكومات هشه متخبطة لا تفقه بإدارة مصالح العباد والبلاد فوصل بنا الحال اليوم لنموذج حكومة المنح والعجز، الفريدة من نوعها التي (تمنح وتعجز!) ولنا في تلك الأمثال غصة!:

حكومتنا الرشيدة تتبرع و(تمنح) بالمليارات للمساعدات الخارجية و(تعجز) عن مصاريف علاج أبنائها المرضى المستحقين في الخارج! وتعجز عن بناء المساكن الخاصة لمواطنيها في شتى بقاع الكويت الخالية! وتعجز عن بناء مستشفيات حديثة ومحترمة يتلقى بها مواطنوها خير أنواع وسبل العلاج بالسرعة المطلوبة والطبيعية! وتعجز عن إنشاء الطرقات والجسور وأساليب النقل الحديثة لمواطنيها والمقيمين فيها! وتعجز عن بناء جامعات مواكبة للتطور والنهضة الأكاديمية في الأوقات القياسية!! وتعجز عن بناء المنشآت الرياضية والمسارح الثقافية والأدبية لمواطنيها ولشبابها!! وتعجز عن إكمال مشاريعها العمرانية والتنموية الواقعة على أرضها لعشرات السنين والسنين! وتعجز عن تعليم وتطبيب وتوظيف العدد الكافي من إخوتنا (البدون) المنكوبين!! وتعجز عن دفع مبالغ الاحتراف الجزئي للاعبي الأندية الكويتية!! وتعجز عن توظيف الكويتيين بدلاً من إنشغالهم بطوابير ديوان الخدمة المدنية!! وتعجز عن إنشاء جهاز إعلامي رياضي محترم كالجزيرة الرياضية يعمل ويفتخز بها شباب وطني!! وتعجز وتعجز وتعجز،،، إلى آخره.

باختصار حكومة عاجزة تُصدر للغير ((الـمِنح)) وتعجز عن نهضة وتنمية واقعنا وتَخلُقُ عندنا ((الـمِـحن))!!، وآخر صيحاتها وصولاتها حكومة تمنح تبرعات خارجية بالمليارات وبعد تبرعها بأيام تعلن عن عجز ميزانيتها المالية بالمليارات!

• نكررها تكراراً ومراراً لسنا ضد سياسة ديبلوماسية الدينار عبر المساعدات الخارجية ولكن ليس على حساب تطور وتقدم وإعمار الوطن!

• قضية للتفكير :

أجمل ما في الربيع العربي ووسائل التواصل الاجتماعي هو كشفهم لنا أقبح الخلق الذين يُـفَـصِـلون (حقوق الإنسان) وحرية التعبير والرأي وفق المقاسات المذهبية والعرقية!



[email protected]

Twitter : m_joharhayat