الأطباء والصيادلة والفنيون مطالبون بإرشاد الصائمين في العلاج خلال رمضان
طب العبادات «الصوم 4» / لطب الحديث يحل مشكلة الصائم في تناول الدواء
1 يناير 1970
06:59 ص
| اعداد د. أحمد سامح | الهيئة الطبية من اطباء وصيادلة وفنيي صيدلة وتمريض يجدون انفسهم مطالبين خلال شهر رمضان المبارك بارشاد قطاع كبير من المكلفين بالصوم حول اتخاذ القرار النهائي بشأن كيفية «تناول الدواء في شهر رمضان».
لان اختلاف جرعة الدواء ومواعيد تناوله قد تكون سببا في انتكاسه المريض وتأخر شفائه وتعرضه لازمات صحية طارئة.
والطبيب والصيدلي والفني صيدلي والممرض تطرح عليه هذه الاسئلة وتلك التساؤلات وهذا امر طبيعي ومنطقي فهم الجهة المختصة والاكثر جدارة من غيرهم في مجالات تقييم المرض وتحديد جرعة الدواء ومواعيد تناوله خصوصا الاطباء المخولين بتغيير مواعيد تناول الدواء وتحديد جرعتها.
كذلك يتساءل الصائمون عن الادوية التي تفطر اثناء صوم نهار رمضان والادوية التي يجوز استخدامها في نهار رمضان دون ان تفطر مثل انواع الحقن التي تفطر كمسكنات الألم وحقن تخفيف المغص وحقن مضاد الحساسية والربو وحقن المضادات الحيوية المخفضة لدرجات الحرارة.
كذلك يتساءل المرضى الصائمون عن حكم استخدام قطرات العين وبخاخات الربو والانف والحقن الشرجية.
ولان قطاعا كبيرا من الصائمين يعانون من مرضى البول السكري ويعالجون بحقن الانسولين فيتساءلون عن كيفية استخدامها ومواعيد تعاطيها والاحتياطات التي يجب ان يتبعها مرضى السكري الصائمون في رمضان.
كل هذا ستجيب عنه هذه الدراسة بالتفصيل لتحل مشكلة متعلقة بكيفية التطبيق العملي لاداء فريضة الصيام لاسيما ذلك الالتباس الذهني الذي يكابده عدد من الصائمين مشكلة تناول الدواء في شهر رمضان المبارك كانت تسبب حيرة وقلقا للمرضى الصائمين وايضا للهيئة الطبية من اطباء وصيادلة وفنيين وتمريض خوفا من تأخر الشفاء او حدوث مضاعفات عند تناول الادوية في مواعيدها المحددة.
فجاء الطب الحديث وعلم الادوية المتطور ليحل مشكلة الصائمين في تناول العلاج اثناء الصوم.
فأدوية كثيرة حديثة تعطى مرة واحدة في اليوم او مرتين لعلاج كثير من الامراض كأنها اخترعت خصيصا لعلاج المرضى الصائمين في شهر رمضان.
أدوية الذبحة الصدرية
تنجم الذبحة الصدرية عن ضيق في شرايين القلب التاجية فاذا كانت اعراض الذبحة الصدرية مستقرة بتناول العلاج ولا يشكو المريض من اي ألم بالصدر فيمكنه صوم رمضان بعد مراجعة الطبيب للتأكد من امكانية تغيير مواعيد تعاطي الدواء.
ومن اشهر ادوية الذبحة مركبات النيترات مثل الايزورديل وغيره.
ويوصي الاطباء حاليا بالحفاظ على فترة تبلغ 12 - 14 ساعة ما بين الجرعتين وكأنها جعلت خصيصا للصائمين.
فقد وجد الباحثون ان اعطاء هذه الادوية كل 7 ساعات يؤدي إلى فقدان أو تراكم مفعولها فيمكن للصائم تناولها عند الافطار والسحور.
ولا ينصح بالصيام للمرضى الذين يشكون من الذبحة الصدرية غير المستقرة او الذين يحتاجون لتناول حبوب النيتروجلسرين تحت اللسان.
أدوية ارتفاع الضغط
ارتفاع ضغط الدم يصيب 10-20 في المئة من الناس في العالم.
ومن العلاج بأدوية الضغط عقار التنورمين ويعطى مرة واحدة او مرتين في اليوم.
وتستعمل مثبطات «آيس - ACE Imhibctors» وهي انواع كثيرة تعطى مرة واحدة او مرتين في اليوم ويمكن اعطاؤها عند السحور وعند الافطار.
وتوجد مجموعة من الأدوية الجديدة تعطى مرة واحدة يوميا مثل الكوفر سيل والزستريل والزيستورتك والكوزار والهزار والانهياس والنورفسك وغيرها وينصح ان تعطى عند السحور بانتظام.
ويجب على مريض ارتفاع ضغط الدم الشرياني التقليل من تناول المخللات والحوادق وخفض نسبة الملح في الطعام بقدر الامكان.
ويجب الحذر من تناول العرقسوس عند الافطار الذي يحرص عليه عدد من الصائمين خصوصا مرضى ارتفاع الضغط لانه يحتوي على نسبة عالية من املاح الصوديوم وكذلك يحتوي على طليعة مكونات هرمونات الكورتيكو ستيرويد التي ينتج استمرار تناولها ارتفاع ضغط الدم.
أدوية قرحة المعدة
كثيرا ما يستطيع المصابون بقرحة المعدة المزمنة الصوم شريطة تناول الادوية المثبطة لافراز الحامض المعدي مثل الرندتين «الزنتاك» وغيره.
وتوجد ادوية كثيرة حديثة لعلاج القرحة الهضمية تعطى مرة واحدة يوميا ويمكن تناولها عند السحور مثل ادوية «الاوميزول» ومشتقاته «بلوسك- الجزك- الريسك- التكابرون- النكسيم - البنتازول» تعطى مرة واحدة يوميا وتعطى عند السحور.
مسيلات الدم في رمضان
يستعمل الكثير من مرضى القلب والشرايين واصحاب الصمامات الاصطناعية ودعامات القلب وبعض مرضى جلطات الشرايين التاجية وغيرهم ادوية تحافظ على سيولة الدم، ومن هذه الادوية «وارفرين»، ودواء «بلافيكس- Plavix» الحديث.
ويحتاج استعمال دواء «ورافرين» مراقبة سيولة الدم ويراجع هؤلاء المرضى طبيبهم بصفة مستمرة لمراقبة جرعة الدواء المناسب.
وفي رمضان خصوصا اثناء قدومه في اشهر الصيف شديد الحرارة يمتنع الصائم عن الشراب والطعام ما قد يثير التساؤلات في ما اذا كان الصيام يزيد من لزوجة الدم وتجلطه.
وهنا لابد من استشارة الطبيب المعالج ومتابعة الحالة ومراقبة سيولة الدم مراقبة دقيقة قبل اتخاذ قرار الصيام.
أدوية الصداع «الشقيقة»
يحتاج المصابون بصداع الشقيقة عادة إلى تناول الحبوب المسكنة والمخففة للألم وادوية علاج الشقيقة مثل الباراستيمول والبونستان والكفرجوت والبروزاك وغيرها عند حدوث نوبة الصداع.
هؤلاء المرضى يجوز لهم الافطار وقد تستجيب حالتهم وتتحسن عند استعمال انواع من التحاميل «لبوسات» مثل تحاميل الكفربوت والبونستان والنوفالجين والاولفين وغيرها.
وقد افتى بعض العلماء كابن تيمية وابن حزم والقرضاوي بان التحاميل الشرجية لا تفطر.
استخدام المضادات الحيوية
كثيرا ما يسمح الطبيب للمريض الذي يتناول المضادات الحيوية بالصيام فكثير من المضادات الحيوية ذات مفعول طويل «ممتد» على مختلف انواعها وتعطى مرة واحدة يومياً او تعطى كل 12 ساعة.
أدوية الروماتيزم والصوم
غالبية الأدوية المستعملة في علاج أمراض الروماتيزم نوعان:
• النوع الأول: ويسمى مضادات الالتهابات غير الكورتيزونية مثل الاسبرين والاندوسيد والفولتارين والبروفين وغيرها.
وتختلف هذه الادوية من حيث قوتها ومدة مفعولها في جسم الانسان ويوجد من كل هذه الانواع ما يعطى مرة واحدة في اليوم او مرتين «طويل المفعول».
• النوع الثاني: هي الادوية المضادة للالتهابات الكورتيزونية وتستخدم في الكثير من الامراض ولايجوز استعماله دون استشارة الطبيب ويمكن تناول اقراص الكورتيزون بعد السحور والافطار.
وينبغي عدم تناول ادوية الروماتيزم والادوية المسكنة للألم بنوعيها الأول والثاني الا بأمر الطبيب واتخاذ القرار الطبي في كل حالة على حدة.
أدوية الربو في رمضان
قد تكون نوبات الربو خفيفة لا تحتاج الى تناول ادوية عن طريق الفم كما يمكن اعطاء المريض اقراص الامينوفلين طويلة المدى «ممتدة المفعول» عند الافطار والسحور وذلك تحت اشراف الطبيب المعالج.
وكثير من مرضى الربو يحتاجون لتناول «بخاخ الربو» وهناك من العلماء من افتى بأن هذه البخاخات لا تفطر ويمكن تناولها اثناء نهار رمضان.
كذلك توجد تحاليل لعلاج ازمات الربو والتي افتى بعض العلماء بأنها لا تفطر.
الصوم وأدوية الصرع
حينما يسمح الطبيب لمريض الصرع صاحب الحالة المستقرة بالصوم لفترة طويلة ولاتهاجمه نوبات الصرع والذي يساعد الصيام على تحسن حالته النفسية بأجواء رمضان الايمانية الروحانية فيمكن تناول دواء الصرع عند الافطار وذلك تحت اشراف ومتابعة طبيبه المعالج.
الصوم وقطرات العين
قطرة العين عليها خلاف فمن العلماء من أفتى انها تفطر لانها تصل الى جوف الانسان نظراً لاتصال التجويف الانفي بالبلعوم.
ويفتى فريق اخر من العلماء بأن القطرة لا تفطر وقالوا من قطر في عينيه او اذنيه للتداوي لا يفسد صومه بذلك وهو صحيح.
لان ذلك لا يسمى أكلاً ولا شراباً لا في العرف العام ولا في لسان الشرع ولانه لا يدخل من مدخل غير المعتاد للطعام والشراب.
ولو أخر المريض لتقطير في عينيه او اذنيه الى المساء والليل ما بعد الافطار ان لم يكن في هذا التأخير ضرر على صحته وبعد استشارة طبيبه المعالج كان احوط للخروج من الخلاف.
العلاج بالحقن أثناء الصوم
كثير من الأمراض تحتاج الى العلاج بالحقن مثل الالتهابات الميكروبية التي تصيب كافة اجهزة الجسم الحلق والبلعوم والجهاز التنفسي والجهاز البولي والجلد وغيرها من الامراض التي تسببها الميكروبات والفطريات.
وامراض اخرى عديدة تحتاج للعلاج بالحقن المسكنة للألم وارتفاع درجة الحرارة والروماتيزم وحالات المغص تحتاج للعلاج بالحقن المضادة للتشنجات الامعاء والمغص الكلوي والصداع.
كذلك بعض امراض الحساسية تحتاج للعلاج بحقن الكورتيزون وقد افتى بعض علماء المسلمين على ان هذا لا يفطر لانها ليست مواد غذائية وفيتامينات التي تأخذ بهدف التقوية والمساعدة على الصيام.
العلاج بالأنسولين أثناء صوم رمضان
قطاع كبير من مرضى السكري يعالجون بتعاطي حقن الأنسولين مرضى النوع الأول وبعض مرضى النوع الثاني والحوامل وعند فشل العلاج بالأمراض المختصة للسكري من مرض السكري النوع الثاني وكذلك في بعض الحالات والأمراض التي تصيب مرض النوع الثاني من السكري.
والمرضى الذين يعالجون بالأنسولين يعالجون بنوعين طويل المفعول وقصير المفعول.
أما بالنسبة للمريض الذي يتعاطى الأنسولين طويل المفعول الذي يمكن الاعتماد عليه كعلاج للصائم في رمضان لأنه عند تغير مواعيد اعطاء هذه الحقنة فإن ذلك يوفر أقل المستويات من السكر في الدم في مراحل الصيام وبالتالي فإنه لا يدخل في غيبوبة السكر.
وأما المريض الذي يتناول الأنسولين قصير المدى فقط فلا مجال له للصيام حيث انه يحتاج الى تناول ثلاث جرعات يومية.
ويجب على مريض السكر ان يعرف علامات واعراض نوبات ارتفاع السكر وعلامات ونوبات انخفاض السكر في الدم والاهتمام بمراجعة الطبيب فور احساسه بأي مشكلة صحية.
هل يجوز استخدام أدوية تحدّ من الشهية للمساعدة على الصوم؟
الأدوية التي تحد من الشهية للطعام كثيرة ومن ضمنها تلك الأدوية التي تحتوي على «فنيل برولامين هيدروكلوريد» ويوجد أسماء تجارية كثيرة في الصيدليات لهذا المركب.
وهذه الأدوية تعمل على الحد من الشهية لفترة قصيرة من الزمن اذ يبطل مفعولها بعد اسبوع أو اسبوعين عند استعمالها المستمر.
هذا مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأدوية معظمها يحتوي على مادة الكافيين بالاضافة الى مادة «الفينل برولامين» الذي تعمل على ادرار كمية كبيرة من الماء وتعرض الجسم للاصابة بالجفاف.
ويسهم الكافيين في الاصابة بمزيد من العصبية والتوتر.
وهذه الاضرار الصحية الجسدية والنفسية الخطيرة لاستخدام هذه الأدوية التي تحد من الشهية الى الطعام من الناحية الطبية والصحية واضحة تماماً.
أما من الناحية الشرعية والفقهية فهي تلغي المعنى الحقيقي والهدف الأساسي من الصوم وفلسفته الذي يكون عليها الجزاء والثواب فلا يصح ولا يجوز استخدام هذه الحبوب طبياً وشرعياً.
لكن كعادة المستحدثات الطبية التي تقلب الأمور رأساً على عقب فقد أعلن بالأمس القريب من اكتشاف حبوب تمنع الشعور بالجوع ابتكرها علماء ايطاليون لأصحاب الحمية الغذائية الذين يحاولون التخلص من السمنة والوزن الزائد عن طريق ملء فراغ المعدة وهم يقاربون مفعولها بما يشعر به من تناول صحن كبير من معجنات المعكرونة الاسباجتي.
ويتحول القرص أو الحبة الى كرة هلامية عندما يضاف إليها الماء وهو مصنوع من ألياف السيلولوز وهي «قابلة» للهضم والمرور عبر الجهاز الهضمي دون مشاكل.
وهذه المادة الغذائية ليست لها اضرار مركبة «فنيل برولامين» و«هيدروكور» ولا تؤثر مادة الكافيين فهي من الناحية الطبية آمنة ولا تضر بالصحة.
فهل يجوز استخدام هذا الدواء المصنوع من مادة ألياف السيلولوز شرعاً بعدما ثبت انه مفيد لصحة أصحاب الوزن الزائد وأصحاب السمنة؟