ويحك من أبي نجمة!
أبونجمة الذي أقام نقطة تفتيش منفرداً بدوريته أوقف سيارة وطلب إلى سائقها أوراقه الثبوتية، ولم يكتف أبونجمة بالأوراق الثبوتية التي قدمها الآسيوي من رخصة قيادة وهوية... بل استدار نحو السيارة وقصد الحرمة التي كانت تجلس في المقعد الخلفي وتأبط ذراعيه وأرخى بهما على نافذتها وقال (الحلوة إلى أين تذهب؟) وطلب منها ابراز هويتها وقابلت السيدة سؤاله بقولها لماذا تطلب هويتي؟ إذا كانت هناك مخالفة فسجلها، فانتفض في مكانه بعد أن أشار إلى ما تتربع على كتفه (...) ألا ترين انني ضابط؟ فأجابته ولكنك ضابط نجدة ولست أنا مشتبهاً بها، فاستشاط غضباً وأجبرها على النزول من سيارتها.
المواطنة التي تعمل في وزارة الداخلية ذكرت لـ «الراي»: وبعد أن أطلعته على هويتي راح يطرح أسئلة مثل أين تسكنين؟ وأين تذهبين؟ ولم يقتنع باجابتي بأنني أذهب لاحضار ابني من مدرسته وحاول شدي من يدي فنهرته وحاولت الاتصال بزوجي الذي يعمل عسكرياً في خفر السواحل لكنه لم يجب ما اضطرني إلى الاستنجاد بشقيقي الذي حضر ومعه شقيقي الآخر، ما دفع الضابط أبونجمة لاستنفار تسع دوريات حضر رجالها ولقنوا شقيقي درساً أوصله مستشفى الفروانية بكسر أنف وبعدها اختفى الضابط.
فارس الذي زارته «الراي» أمس في مرقده بالمستشفى صرح بأنه «فوجئ بشقيقته الكبرى تستنجد به عبر الهاتف لانقاذها من ضابط قام باحتجازها بعد أن رفضت (ميوعته)، ففزع لنصرتها هو وآخوه الآخر، ولما وصلنا وجدنا أن الضابط يحاول احتجاز شقيقتنا ولما استفسرنا عن جريرتها والسبب وراء محاولة احتجازها كان رده (وإذا تحاجيتم سأحتجزكما معها) فتدخلنا لمنعه، فما كان منه إلا أن طلب اسناداً فوصل ما يزيد على تسع دوريات، انتفض رجالها فوقنا وأطاحوا بنا أرضاً وأوسعونا ضرباً في كل جزء طالته أياديهم من جسمينا وراحوا ينقلوننا من دورية إلى أخرى بالضرب على مؤخرة رأسينا في مشهد لن أنساه ما حييت شعرت فيه أنني لو كنت قاتلاً أو إرهابياً في دولة أوروبية ما فُعل بي وبأخي هذا أمام شقيقتنا التي لم تملك شيئاً سوى البكاء، لما سببته لشقيقيها لحظة أن فكرت الاستنجاد بهما».
وأضاف فارس «بعد أن انقضوا علينا وجعلونا جثتين هامدتين حملونا في إحدى الدوريات وأنا مكسور الأنف وأنزف نزفاً شديداً، وألقوا بنا في نظارة مخفر الفنطاس بعد أن أطلقوا سراح شقيقتنا التي انطلق بها السائق بمركبتها إلى منزل زوجها»، مشيراً إلى أنه «حتى فقت من غيبوبتي لم أكن أعلم السبب وراء تهجمهم علينا بهذه القسوة حتى حكت لنا شقيقتنا ما دار معها، وكيف أن الضابط الذي لم يعثر له بعد الحادثة على أثر هو من تسبب في كل هذا».
«الراي» التي أرادت أن تستكمل الحقيقة كاملة كان لا بد لها أن تلتقي بالشقيقة الكبرى التي بدت نادمة لأنها شعرت أنها سبب في ما أصاب أخويها الصغيرين حيث قالت «خرجت من منزلنا برفقة السائق لاحضار ابني من عند مدرسة عربية كانت تعطيه درس تقوية في مسكنها بمنطقة الفنطاس، وفي الطريق ومقابل منطقة المهبولة استوقفتنا نقطة تفتيش (بدورية واحدة) وهذا لم أجده من قبل حيث كانت النقاط من دوريتين أو ثلاث، المهم كان قائد الدورية ضابطاً في نجدة محافظة الأحمدي طلب من السائق هويته ورخصة القيادة الخاصة به فأعطاهما له، وتعجبت عندما سار خطوات عدة حتى وصل إلى حيث أجلس في المقعد الخلفي وسألني بعد أن أسند ذراعيه في (ميوعة) الحلوة أين تذهب؟ وطلب مني ابراز هويتي، فقلت له لماذا تطلب هويتي، إذا كانت هناك مخالفة فسجلها؟ فكان جوابه ألا ترين انني ضابط؟
فأجبته بسؤال ولكنك ضابط نجدة ولست من المباحث الجنائية ولست أنا مشتبهاً بها، فاستشاط غضباً وطلب مني النزول من مركبتي، فتدخل مرافقه وهو بدرجة رقيب أول وقال له (دع هذه الحرمة يبدو انها راعية مشاكل)، فقال والله لن أتركها حتى تظهر هويتها، فما كان مني، ومنعاً لتهوره، إلا أن أعطيته هويتي». وأردفت المواطنة التي تعمل في وزارة الداخلية بأن «الضابط بعد أن طالع هويتي شرع في توجيه أسئلة عدة وكأنه محقق مثل أين تسكنين؟ وإلى أين تذهبين؟ ومن أين أتيت؟ فقلت له ليس من حقك توجيه مثل هذه الأسئلة لي، عموما وحتى ترتاح أنا ذاهبة لاحضار ولدي من عند مدرسته، فازداد (ميوعة) وقال: أنا لا أصدقك، فقلت له كيفك، فحاول أن يشدني من يدي فنهرته، فأراد احتجازي فرفضت، فأخذ هويتي وأوراق السيارة والسائق، وبدأ في ايقاف مركبات أخرى تاركاً إياي من دون أن يحرر مركبتنا ويتركني أمضي إلى حال سبيلي».
وزادت المواطنة «لما شعرت بالخوف لا سيما أن الساعة تخطت الثامنة مساء أخرجت هاتفي واتصلت على زوجي... الذي يعمل عسكرياً في خفر السواحل، لكنه على ما يبدو كان منشغلاً فلم يرد على هاتفي، ما اضطرني إلى الاستنجاد بشقيقي الذي حضر ومعه شقيقي الآخر لنصرتي ممن حاول بالفعل التحرش بي».
وفي النهاية توجهت «الراي» بسؤال أخير إلى فارس، ما الذي تريد إيصاله؟ ولمن؟ فأجاب: «أريد ايصال صوتي إلى مسؤولي وقيادات وزارة الداخلية، أن يتدخلوا لمنع مثل هذه الممارسات الشاذة والدخيلة على ديرتنا، والتي لم نكن نراها أو نسمع عنها في مجتمعنا، والتي أصبحت تسيء إلى سمعتنا في الداخل والخارج»، موضحا ان «ما أكد اننا كنا على حق انهم في مخفر الفنطاس لم يسجلوا في حقنا قضية إلا في اليوم التالي بعد أن أحضرنا تقريراً طبياً يظهر اصاباتي وسجلنا به قضية اعتداء، فتم استدعاء عدد منهم وجار التحقيق معهم».
وختمت شقيقة فارس حديثها بالقول: «لا يليق برجال الأمن الذين ارتدوا زي الشرف، وأقسموا قسم الولاء لتحقيق الأمن والأمان لمجتمعنا وأبنائه أن يفعلوا ذلك»، مضيفة «أنا مصرة على فتح تحقيق في الحادث واستدعاء ضابط نجدة الأحمدي الذي تبخر بعد أن تسبب بـ (ميوعته) في كل ما حصل، ويحاولون الآن إخفاء هويته حتى لا يدخل طرفاً في القضية».