تركي العازمي / مجلس الأمة وزمام المبادرة!

1 يناير 1970 01:51 ص

مجلس أمة 2008 فيه أعضاء أصحاب تخصص في الإدارة، الاقتصاد، الشريعة والرياضة والثقافة عموماً.

ومن واقع تخصص وخبرة أعضاء مجلس الأمة تظهر لنا الحاجة إلى إقصاء أي عامل من شأنه وقف عجلة النمو والتطوير الإداري على مختلف الأصعدة، فهم من الكفاءات وخبرتهم كافية وتجعل من مجلس الأمة مفتاحاً للتنمية والتطوير الإداري على مختلف المستويات ولا بد من أن يبادر في إقرار المبادرات الواحدة تلو الأخرى كل وحسب تخصصه ولا بأس من الرجوع إلى قاعدة الناخبين لأخذ رأيهم في معظم القضايا العالقة!

إن معوقات النجاح كثيرة ومن أهمها الخوف من المغامرة، التشاؤم من الأوضاع من دون الأخذ بزمام المبادرة، الكسل، العادات السيئة والغرور المدمر للذات.

إننا أحرار في اختيارنا للسلوك الذي نتخذه منهجاً لنا، والنواب أحرار في قراراتهم، ولكن واقع الحال يحتم على النواب جميعاً الاتكال على الله وربط القرارات بالمصلحة الوطنية فهوى الأنفس حينما يتبع من قبل البعض إنما يكون طريقاً مختصرة الى السقوط والفشل!

الحال السياسية ونسبة المشاركة المتدنية التي شهدتها الانتخابات الحالية تدل على فقدان كثيرين من أصحاب القناعات الحاجة إلى المشاركة، لأن معظم الوعود التي أطلقها نواب مجلس الأمة السابق لم يتم إقرارها، ناهيك عن حالات التأزم بين السلطتين، حتى وإن كان السبب ضعف الحكومة السابقة!

وإذا استمر العمل في القطاعات الحكومية من دون تغيير في المنظومة الإدارية والعملية التشغيلية التي تتميز ببيروقراطية عقيمة، فإننا لن نستطيع بلوغ حال الإصلاح المرجوة.

قد يخاف البعض من ركوب موجة الإصلاح لأنها ستوقع الضرر الشخصي على مصالحهم الخاصة وهذا هو بيت القصيد، ولكن ما هي نسبة الاحتمالية هنا لشعور البعض بالخوف من الإصلاح؟ إنها متدنية جداً والشفافية هي المفتاح الرئيسي للإصلاح وتغيير القادة غير الإصلاحيين في معظم منشآت الدولة بات أمراً ملحاً.

الرجال يصنعون التاريخ ويتركون بصماتهم الإصلاحية حتى وإن غادروا الأرض ومن عليها، وندعو الله أن يهبنا رجالاً لا يخافون ولا يجاملون، ويبدون ملاحظاتهم بكل أدب من دون تهيج وشحن للمشاعر.

نريد مجلساً على قدر من المسؤولية، نريد خطاباً، فيه أدب الحوار عنوان والموضوعية مضمون!

نريد أن نرى الكويت في مصاف الدول المتطورة من ناحية الخدمات الصحية، الإسكانية، التعليمية، والاقتصادية والأمنية التي تجلب رؤوس الأموال الأجنبية إلى عقر دارنا.

نريدهم أن يعلموا أن الكويت هي الباقية وأن مجلس الأمة فيه من ذوي الاختصاص، وهذا ما يجب أن يقابله حكومة بوزراء يتسمون بسعة الصدر ويتصفون بأصحاب قرار ولا يخشون المساءلة السياسية التي لن تضرهم مادامت الأمور تسير وفق خطة عمل يتفق عليها الطرفان... والله المستعان.

 

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]