د. حنان المطوع / يا مرحبا / اقتراح لرئيس المجلس المقبل

1 يناير 1970 06:31 ص

يسعدني ويشرفني ان اطل عليكم عبر جديدة «الراي» التي منحتني الفرصة للتواصل معكم من خلال مقال اسبوعي اخترت له عنوان «يا مرحبا» احاول فيه ان اقدم ما لدي من افكار واطروحات اتمنى ان تكون مفيدة لمجتمعنا، واسمحوا لي ان ابدأ في هذه الفكرة التي طرأت في ذهني وكانت نتاج ما شهدته الساحة الكويتية خلال الأيام الماضية.

لقد عشنا على مدار ما يقارب شهرين عرسا ديموقراطيا حقيقيا وما هي إلا أيام ويبدأ النواب الخمسون الجدد في ممارسة عملهم النيابي، بعد فترة شهدت ندوات ملتهبة بالحماسة وتصريحات مليئة بالعبارات القاسية والرنانة في الوقت نفسه، وهجوما من المرشحين على الحكومة، ووعودا بالاصلاح ومحاربة الفساد وتعزيز التنمية، ولكن ما لفت انتباهي خلال الاعوام الماضية ومع احترامي الشديد للجميع ان كثيرين من النواب مع الاسف لا يمتلكون ادوات ومفاتيح العمل النيابي، ومنهم من هو غير مؤهل للعمل البرلماني، وانما وصل إلى الكرسي الاخضر عن طريق القبيلة او الطائفة وبحسابات بعيدة عن مؤهلات المرشح وخبراته وعلمه.

قد لا يكون المؤهل فيصلا وحكما في كفاءة الفرد، وقد لا تكون الخبرة جواز مرور للعطاء والتضحية والذكاء، ولكن ما لا شك فيه ان العمل النيابي يحتاج إلى بعض المؤهلات الخاصة التي تهيئ النائب لممارسة دوره كما ينبغي، وانا لا ادعي انني اعرف هذه المؤهلات كلها لكنني شاهدتا نوابا خرجوا من المجلس كما دخلوه، فلم يشاركوا بشكل فعلي ولم يقدموا ما يخدم الأمة، وكان دورهم فقط هو دور الوسيط بين ناخبيهم والوزراء للحصول على تأشيرات اللا مانع فقط.

ولأننا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نتحكم في أهلية من يصل للمجلس، وكفاءته، فاجد انه لا بد من تأهيل المرشحين بعد وصولهم إلى المجلس بدورات تدريبية متخصصة، تعرف النائب بما له وما عليه في الدستور والقوانين، كيفية طرح الاسئلة والاقتراحات، والبرتوكولات الواجب ان يعرفها، وربما دورات ايضا في الكمبيوتر والانترنت واللغة.

نحن نريد ان يكون النائب الكويتي مميزا، وعلى علم ودراية بما يحدث حوله، له من الخبرة والكفاءة اللتين تؤهلانه  لان يمثل الشعب الكويتي، وهذا الاقتراح نتقدم به إلى رئيس مجلس الامة المقبل، ونطلب منه ان يدعو الشركات المتخصصة لتنظيم دورات خاصة بالنواب تكون بمثابة المصباح الذي يضيء لهم الطريق وينير لهم مشوار الاعوام الأربعة في عضوية البرلمان.

اقتراح جديد ولكنني اعتقد انه مفيد لنا جميعا، لنصل بمجتمعنا إلى بر الامان بأسرع وقت وبكل سهولة.


د. حنان المطوع

كاتبة كويتية