تركي العازمي / عوامل نجاح «ماكينزي»!

1 يناير 1970 12:15 ص
تركي العازمي

أمام لجنة تفعيل برنامج الإصلاح الوطني التي يترأسها محافظ البنك المركزي الشيخ سالم الصباح تحد كبير كون عملية الإصلاح لا تعني جلب البيوت الاستشارية فحسب. إنها استراتيجية إصلاح تنبثق منها خطط عمل ولكل خطة عمل منها استراتيجية محددة للتنفيذ.

لقد عرضت شركة «ماكينزي آند كومباني» عوامل محددة لنجاح خطة تحويل الكويت إلى مركز مالي، وهذا هو مربط الفرس!

إن الاستراتيجيات بالإمكان وضعها، ولكن الاختبار الحقيقي يكمن في مدى تطبيق تلك الاستراتيجيات على أرض الواقع!

ترى «ماكينزي» أن عوامل النجاح خمسة هي: تحديد النطاقات المراد تطويرها، اختيار قيادة مساندة، ضمان تحرك شعبي، اختيار هيئة تنفيذية فعالة وبرنامج تدريبي مكثف، إضافة إلى وجوب تبني البرنامج من قبل شخصية نافذة.

كيف لنا تحقيق هذه العوامل ونحن نشاهد مسلسلاً من الصراعات بين الشركات المدرجة في البورصة وغير المدرجة من جهة وإدارة البورصة من الجهة المقابلة، ناهيك عن القرارات التي ألغاها القضاء العادل.

حينما يكون المراد تحديد النطاقات فالمراد هنا أن قطاعات الدولة كلها بحاجة إلى بلورة و«شخال»، كي تعرف اللجنة و«ماكينزي» أين هم من الإصلاح؟...ونحن نعني القطاعات كلها من دون استثناء حيث زرعت البيروقراطية وعززت مفهوم التمييز بين أفراد المجتمع، فاللي عنده واسطة «تسلك» أموره حتى في الترقيات وتحديداً بالنسبة إلى الوظائف القيادية!

كيف يمكننا توفير قادة على قدر من المسؤولية ونحن مع كل تعديل أو تدوير أو تثبيت لمناصب قيادية نشاهد المعارك بين المرشحين وبكل واسطته ونفوذه...ويأتي الاختيار كالعادة في غير محله إلا ما ندر بعد ظهور القائمة!

إننا نتعايش مع صنفين من القادة: أحدهما لا يعرف المداهنة ويقول الحق ولو على نفسه، وآخر متمرس في مسح الجوخ لإرضاء «المعازيب»، وآخر همه مصلحة المنشأة.

مشكلتنا أننا نعرف الخطأ ولا نبوح به، وتدخل المجاملة والمحاصصة وخلافه من المؤثرات السياسية طرفاً في المعادلة، ما يفرز لنا سحابة من التصرفات تغطي على أثرها مكامن الخلل والبعض يردد مع كل تغيير إداري: هذا شلون وصل!

إننا أوجدنا صفة التمييز في الاختيار منذ عقود، وحينما نعرج إلى هذه الجزئية يعتقد البعض أن لنا هدفاً من وراء ما نطرح. وهكذا صرنا محاسبين حتى في النوايا التي علمها لدى المولى عز وجل فقط، ولكن ليقولوا ما بوسعهم مادامت الأسماء «الرنانة» لها الغلبة في آخر المطاف والكفاءات لها رب العباد ينصفها!

لذلك نقترح على اللجنة وشركة «ماكينزي» القيام بمسح ميداني لاقتناص القيادات من داخل القطاعات، ونحن على يقين بأنهم كثر. ولكن عوامل الزحزحة الشخصانية أبعدتهم...إنه مجرد استبيان لشاغلي المناصب الحالية ورأي من يعملون معهم «Stake Holders» وسيجدون العجب العجاب.

جميع العوامل المذكورة مبنية على حسن الاختيار فالقوانين تريد من يطبقها ويعيها بإدراك القائد الرشيد فهي إن صلحت نستطيع تنفيذ البقية، رغم أنني أشك في ذلك، وأكاد أجزم لأن العقلية الحالية غير جاهزة لهذه النقلة النوعية إلا إذا اتخذت الحكومة خطوة جريئة بتغيير نهجها 180 درجة...والله المستعان.  


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]