محمد الوشيحي / آمال / «خشوا العيادي»

1 يناير 1970 12:28 م
محمد الوشيحي

آمنا بالله. الناس مكشرة بالعيد، وهذه مفهومة فنحن شعب غم ونكد. لكن لماذا لا نشاهد الكاميرات بأيدي الناس في الاحتفالات مثل بقية خلق الله في شمال الأرض وجنوبها؟ لا تقل لي إن الموبايلات فيها كاميرات، وهذا يكفي. فموبايلات الأوروبيين أيضا فيها كاميرات، لكنهم لا يستغنون عن كاميراتهم الخاصة بالتصوير أبدا.

وإذا سلمنا بأن كاميرات الموبايلات تكفي، فلماذا لا يستخدمها الناس إلا في بيوتهم؟ قاتل الله ثقافة الخلايجة (أهل الخليج كما يسميهم الفلسطينيون والأردنيون)، التي زوّرت الأوراق الرسمية، وبدّلت مسمى «ثقل الدم» إلى «رزانة».

وعلى طعم المقارنة مع الأوروبيين... تخيلوا لو أننا تبادلنا الأراضي مع الشعب الفنلندي، مثلا، فانتقلنا نحن إلى أرضهم وجاؤوا هم إلى أرضنا. وطبعا فنلندا، كما يعرف الجميع، بلد لا نفط فيه ولا ناقلات لتسرق، وإنما يعتمد على الصناعة والاستثمارات والإبداع... السؤال: كم من الوقت تحتاج حكومتنا وبرلماننا وشعبنا لسحب فنلندا من المركز الأول عالميا إلى أسفل السافلين للتنافس على المركز قبل الأخير (المركز الأخير محجوز دائما لسورية. خيمة العروبة)؟ وكم يحتاجون هم من الوقت لانتشال البلد من مركزه الحالي للتنافس على المركز الأول؟

* * *

بتفاخر وبعبط البراءة، أراني أبو عنتر (ولدي سلمان) محفظته التي احتوت أكثر من أحد عشر دينارا هي حصيلته من العيادي (عشرة دنانير مني أنا، والباقي من الشعب). فصرخت في وجهه بهمس: خش فلوسك لا يدري عنها اللورد أحمد باقر، فيقدم اقتراحا برغبة «سحب العيادي من الأطفال»! يا ولدي، من رحمة الله بنا، أن أمرنا ليس بيد هذا الرجل وحده، وإلا كان سيوقف صرف رواتبنا، ويصرف بدلا منها تفاحة و«مطارة ماي» لكل مواطن شهريا. فقط.

* * *

تلقيت عددا من الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية تعقيبا على مقالي «الأخ العقيد فلاح الهاجري»... مجمل هذه الرسائل تتحدث عن أن وزير التجارة فلاح الهاجري قام بالفعل بتوظيف أقاربه، لكنه اختص أقاربه القريبين جدا، أي الدائرة الضيقة جدا جدا، وليس أي هاجري والسلام... ويضيف هؤلاء بأنه انصرف أيضا عن الاجتماع بأبناء دائرته واكتفى بلوحات الشكر التي نصبها المستفيدون منه، فأغلقوا بها شوارع «الدائرة الخامسة»! ثم أنه ليس دكتورا، كما ذكرت في مقالك، وإنما مهندس فقط... عُلم.


محمد الوشيحي

 [email protected]