في رثاء الخليفة

1 يناير 1970 05:58 ص
عبدالله نشمي



إن الرجل الذي يخدم أمته ودينه ويحقق العدل في مجتمعه هو  الذي يستحق ان يمدح وأن تقال فيه كلمات الحق وأبيات الشعر التي فيها الحكمة والموعظة التي فيها إيعانه على الحق ونصره لدين الله والنبي (صلى الله عليه وسلم)  قال لحسان بن ثابت اهجهم وروح القدس معك أي جبريل لما كان ذلك الشعر فيه نصرة للحق واعلاء لكلمة لا إله الا الله ولماقدم كعب بن زهير على النبي (صلى الله عليه وسلم)  انشده قصيدته المشهورة بانت سعاد ثم لما انتهى منها خلع النبي (صلى الله عليه وسلم)  بردته وألقاها عليه وكان للشعراء في عهد الدولة الإسلامية شأن كبير وكان من هؤلاء الشعراء جرير والفرزدق وغيرهما وهم من فطاحلة الشعراء في الدولة الأموية ولهم من القصائد الكثير ومنها قصائد قيلت في عهد عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل قال جرير يمدحه:

إليك رحلت يا عمر بن ليلى

على ثقة أزورك واعتماد

تعود صالح الأعمال إني

رأيت المرء يلزم ما ستعادا

إلى الفاروق تنسب يا ابن ليلى

ومروان الذي رفع العمادا

فما كعب أمامه وابن سعدي

بأكرم منك يا عمر الجوادا


وقال في وفاته:

تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا يا خير

من حج بيت الله واعتمرا

حملت أمراً عظيماً فاضطلعت به

وسرت فيه بحكم الله يا عمرا


وقال فيه كثير بن عبدالرحمن الخزاعي:

تكلمت بالحق المبين وإنما

تبين آيات الهدى بالتكلم

صدقت موعود الذي قلت بالذي

فعلمت فأمسى راضياً كل مسلم

وعاقبت فيما قد تقدم قبله

واعرضت عما كان قبل التقدم

وليت ولم تشتم علياً ولم تخف

بريئاً ولم تتبع سجيه مجرم

قد لبست لبس الملوك ثيابها

ترئ لك الدنيا بكف ومعصم

تومض أحياناً بعين مريضة

وتبتسم عن مثل الجمان المنظم

فأعرضت عنها مشمئزاً كأنما

سقتك معروقاً في سهام وعلقم

وقد كنت في جبالها في ممنع

ومن بحرها في زاهر الموج مفعم


وقال الفرزدق في وفاة عمر:

كم من شريعة حق قد شرعت لهم

كانت أميتت وأخرى منك تنتظر

يالهف نفسي ولهف اللاحقين معي

على العدول التي تغتالها الحفر

ورثاه ابن عائشة:

أقول لما نعى الناعون لي عمراً

لا يبعدن قوام الحق والدين

قد غيب اليوم اذ غمسوا

بدير سمعان قسطاس الموازين




[email protected]