ما من يوم إلا ونقرأ في الصحف ما تقر به العين ويثلج الصدر من تصدي أبطال الداخلية ضباطاً وأفراداً لعصابات الموت والسرقة والفساد في البلاد، والذي يزيد اطمئناننا وثقتنا بهؤلاء الأشاوس هو سرعة الوصول لمرتكبي هذه الأفعال الشنيعة من عديمي الإيمان والضمير.
نعلم أن عملهم مضن ومجهد ودؤوب ومستمر دوماً من دون كلل أو ملل حماية لوطنهم وشعبهم ومجتمعهم وأهاليهم من سموم المخدرات والسرقات ومحاربة أهل الفساد ومرتكبيه. فتحية لهؤلاء الأفذاذ يعجز عنها اللسان أو يسطرها البنان. ففي كل جريمة سرقة أو فساد أو حتى حادث مرور نجد ذكر أسماء هؤلاء الأسود من أنه قد كلف العقيد فلان الذي أوكل المقدم والرائد فلانـ ويذكر ضباط وأفراد تابعوا الجريمة حتى تم كشفها.
المتابع لما ينشر في الصحف من أسماء الضباط ورتبهم ومناصبهم يستطيع أن يحددهم جميعاً، وأظن أنه هنا تكمن الخطورة على إخواننا وأبنائنا حماة الوطن، ولا أرى حكمة من ذكر عدد ما لا يقل عن سبعة أو عشرة ضباط في كل حادثة، حتى لو كانت حادثة صغيرة كحادث مروري.
مما لا شك أن في الجرائم الكبرى، مثل تهريب المخدرات وغيرها، أن عصابات السموم المنحرفة لن تجد صعوبة في معرفة ضباط المباحث المختصين في مكافحة المخدرات، مما يشكل خطورة عليهم مباشرة من صدهم أو التصدي لهم أو حتى مهاجمة بيوتهم وأسرهم وأبنائهم.
وخوفاً على هؤلاء الأفذاذ من عديمي الضمير أرى من المصلحة عدم ذكر أسمائهم ومناصبهم في الصحف عند كل جريمة أو حادث، وفقهم الله وحفظهم من كل مكروه وسوء ونور بصائرهم وسدد خطاهم.
سعد الراجحي
كاتب كويتي
[email protected]