محمد الوشيحي / آمال / الأخ العقيد فلاح الهاجري

1 يناير 1970 12:27 م
محمد الوشيحي

الدكتور فلاح الهاجري يعتقد بأنه احتل وزارة التجارة، وأن الهيئة العامة للصناعة من غنائم الحرب، له حق التصرف فيها كيفما شاء، وقتما شاء، أينما شاء. ويبدو أنه سينقل مبنى الوزارة إلى براحة «مدرسة الكندي» القريبة من منزله. خلف المستوصف الجديد! وإن لم نتدارك الوضع فلن يمنعه شيء من أن يبني في الوزارة محلات على الشارع العام، يؤجرها بخلو.

الأخ العقيد فلاح الهاجري، الذي قرأ جيدا كتاب «الأمير» لميكافيلي، جاء بأقاربه وأبناء عمومته ليساعدوه في احتلاله المظفر لهيئة الصناعة، فرفض ديوان الخدمة تعيينهم في بادئ الأمر، لكنه وافق بعد ذلك، ولا ندري كيف وافق الديوان وما هو الثمن! فاحتج بعض أبناء الهيئة، فقامت القيامة، وقرعت طبول الحرب، وزغردت حليلات الفرسان وبناتهم، وبدأ القصاص من «المعارضة»، فردا فردا.

آخر معارك العقيد كانت مع رئيس نقابة العاملين في الهيئة خالد الطاحوس الذي اجتمع مع رئيس الحكومة وعرض عليه مخالفات بقيمة أربعة مليارات دينار، فأمر الرئيس بإحالة الملف للنيابة، فنفذ الوزير الأمر، لكنه لم ينس إحالة الطاحوس أيضا فوق البيعة للنيابة على قضية حكمَ فيها القضاء قبل سنوات ببراءته. 

الأخ العقيد لديه طاولة مرتفعة في مكتبه، دائما ما يعقد مفاوضاته مع الآخرين تحتها! كان قد تعرض لهجوم شرس من حدس، في بداية توزيره، لكنه استطاع إقناعهم بالنزول تحت الطاولة للتفاوض. فاكتشف بأنهم سبقوه وأخذوا مواقعهم تحت الطاولة بحكم الخبرة (يعجبني في حدس، بأنهم ينزلون تحت الطاولات فيحصلون على الكراسي! شعوذة). المهم، عُقد الاجتماع تحت الطاولة، وتوزعت الكراسي، وانتهت القضية بسلام.

ما يحيرني، هو أين وكيف يستطيع رئيس الحكومة العثور على «الأخوة العقداء»؟ انتهينا أمس من وزير «دشمو» السابق العقيد عبد الهادي الصالح الذي ملأ الوزارة بأبناء طائفته، واستطاع تعيينهم رغم عدم استيفائهم الشروط الوظيفية، فجاءنا العقيد فلاح الهاجري بأبناء عمومته... لكن المسؤولية أيضا يتحملها رئيس ديوان الخدمة المدنية الذي يرفض في بداية الأمر ثم يوافق، مما يرسم علامات الاستفهام في مدينة الكويت وضواحيها. ولمن لا يعرف أهمية الديوان نقول: هو بمثابة القاضي الإداري... إن فسد هذا القاضي، فسدت الإدارة.

***

بمناسبة الحديث عن طيب الذكر عبد الهادي الصالح... كنت قد قرأت قبل أيام تصريحا مشتركا له وللوزير السابق أيضا يوسف الزلزلة عن أهمية تطوير البلد، وتقديم مصلحته على المصالح الشخصية، وهيلا يا رمانة! قرأت التصريح فضحكت وضحكت إلى أن بكيت على مستقبل هذا البلد الذي تتشكل فيه الحركات والجمعيات السياسية من طائفة واحدة، ثم تتحدث عن الوطن والوطنية.


محمد الوشيحي

[email protected]