«بروي» عالم على «قياس» الأطفال ... وخيالهم

1 يناير 1970 10:49 ص
| كتبت كارولين أسمر |

بحث الوالد كثيرا لطفلته حديثة الولادة، عن مكان واحد يستطيع أن يشتري منه كل ما تحتاجه أميرته الصغيرة، من ملابس وغرفة نوم وعربات مختصة الأطفال، الا أنه عجز عن ايجاد هذا المتجر الكبير الذي يؤمن له كل احتياجاته، مما اضطره للقيام برحلة كبيرة وهدر الكثير من وقته، داخل الكويت طبعا، والتنقل من متجر الى آخر آملا أن يجد ما يريده. وبعد أربع سنوات كبرت الأميرة الصغيرة وبدأت تمشي وتعدو، وتجبر والدها لاصطحابها الى أحد المجمعات الكبرى للعب بلعبة كانت تستهويها، ولقضاء وقت ممتع.

غير أن الوالد، تيقن ان هذا المجمع لا يناسب أميرته الصغيرة، لأنه في الأصل مخصص للكبار، ولا يحوي ما يمكنه أن ينمي خيال طفلته وغيرها من الأطفال، وهوليس بالمكان المناسب الذي يمكن أن يصطحبها اليه وباله مرتاح بأن هذا المجمع مصمم خصيصا لها وللأولاد بعمرها. وبما أنه يملك الامكانات المادية والعزيمة الكافية لتنفيذ مشروع استثماري، ولدت قصة «بروي».

بعد أن عجز فهد عبد الرحمن المطوع، رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة «م س ريتيل» عن تلبية رغبات طفلته،قرر ايجاد هذا المكان الذي يقدم للأطفال التسلية اللعب والمتعة ، وللأهل التسوق وراحة البال والثقة بايجاد كل مستلزمات أولادهم بجودة عالية وأسعار تناسب كل الامكانات والميزانيات.

وقد لاحظ أن الدول الخليجية عموما، والكويت خصوصا ما زالت تفتقد لمتجر كهذا يقدم كل شيء تحت سقف واحد.

وعليه بدأت ورشة عمل «م س ريتيل» الكبرى، منذ أربع سنوات، وبوشرت الأبحاث الدولية بالتعاون مع  «Roland Berger»ومستشار التصميم الاستراتيجي «Gensler»، لتأسيس هذا المكان المصمم حصريا للأطفال فقط.

« بلغت تكلفة المشروع عشرة ملايين دينار، قسمت بين الدراسات وتأسيس البنى التحتية وتنفيذ التصاميم العالمية والدراسات على الكويت ومنطقة الخليج، وقد قمنا بدراسات في الرياض، جدة أبوظبي ودبي، بهدف التوسع كمرحلة لاحقة»

يمتد «بروي» على مساحة 6500 متر مربع في مجمع الأفينيوز في منطقة الشويخ، وقد استغرق بناءه الداخلي خمسة أشهر، وقد صمم على «قياس الأطفال» اذا صح القول. وبلمحة سريعة على الديكور ، يلاحظ الزائر فورا أن كل تفصيل مهما كان بسيطا قد صمم على قياس الأطفال من طاولات المقهى الى الكراسي الى نقاط الدفع والكاشيير وعربات التسوق ولافتات العرض السهلة القراءة.


الطابق السفلي

تبدأ الجولة في «بروي» من الطابق السفلي، فيمتد في يسار المكان جناح كبير مخصص للألعاب والذي يضم تشكيلة كبيرة تقسم بين الترفيهية والتثقيفية والبدنية، كما أنها تحمل توقيع مختلف الماركات العالمية اضافة الى تصاميم «بروي» الجديدة وهي للأطفال والاولاد حتى عمر الاربع عشرة سنة. ويطل عليك بعدها قسم الملابس الولادية المقسمة بين الاولاد والبنات، وقد يبهر الزائر بالتصاميم الرائعة والالوان الهادئة والراقية التي تتناسب مع متطلبات الطفل في أي مناسبة،وبطريقة تنسيق هذه الملابس مع كل مستلزماتها، توفر على الشاري عناء تنسيق الألوان واختيار الاكسسوارات اللازمة للخروج بأبهى حلة. وقد يتمنى الراشد في أي لحظة أثناء التسوق أن يعود طفلا من جديد لشرائها. تكمل الجولة في ما بعد في القسم المخصص للأحذية حيث تمتد أمامك تشكيلة واسعة من الاحذية المتنوعة الموديلات والمقسمة بين الرياضية والرسمية والمدرسية بطريقة مريحة وعملية تناسب طبيعة قدم الطفل وحاجته للثبات خاصة في مراحل خطواته الاولى.

ولم ينس «بروي» الام الحامل التي تتحضر لاستقبال مولودها الجديد، فقد خصص في الطابق السفلي قسماً مختصاً فقط بالنساء الحوامل يشمل كل الملابس العصرية والمريحة، بالاضافة الى الاكسسوارات، حقائب اليد والاحزمة الخاصة بالحوامل.ولتحضير جهاز المولود الجديد، تجد بجانب قسم الحوامل، عالماً آخر لحديثي الولادة، يضم كل ما قد يحتاجه الطفل حتى عمر السنتين، من مستحضرات العناية الى الألبسة. بالاضافة لذلك وضع «بروي» في تصرف الاهل تشكيلة واسعة من عربات الاطفال التي تستخدم في كل مكان ومناسبة (المنزل، السيارة، المتاجر...) كما خصص مكانا صغيرا يضم ثلاثة أنواع من الارضيات (الاسمنت، الموكيت، الاسفلت...) حيث يمكن للأهل أن يجربوا العربة قبل شرائها. واللافت أيضا وجود قسم مخصص لغرف النوم العصرية، بتصاميم أوروبية رائعة تضم كل احتياجات الغرفة من مراتب وشراشف جميلة ذي ألوان هادئة ومريحة للعين، تعد الطفل بأحلام سعيدة.


الطابق الاول

وللطابق الاول في «بروي» الذي تصله عبر سلم كهربائي، حكاية أخرى تبدأ من الثمانية الى الاربعة عشر عاما.ويتميز باهتمام «بروي» بخصوصية الطفل والطفلة في هذا العمر.فقد أدرك مصممو«بروي» أن الفتيات يبدأن في هذا العمر نزعة استقلالية، لذلك أوجد ناداً خاصاً بالفتيات من عمر ثماني سنوات وحتى الاربعة عشر عاما، وهو CLUB B ME»،مقسم الى منطقة «B SCENE» للفتيات التي تتسم بطابع أنثوي وألوان هادئة وتضم صالوناً للفتيات، ومركزاً لتقليم الأظافر وستوديوللتصوير فبعد أن تختار الفتاة الصغيرة ملابسها تعتني بتسريحة شعرها وأظافرها وتلتقط صورها كأنها نجمة عالمية. ومنطقة أخرى للأولاد «MY SPACE» تعكس الروح العصرية الحالية لجيل اليوم.

كما يضم الطابق الاول أربع غرف صممت خصيصا ليحتفل الاولاد بأعياد ميلادهم، فما على الأهل الا القيام بحجز هذه الغرفة في موعد محدد وانتقاء قالب الحلوى الخاص بالمناسبة، ويتكفل بعدها فريق خاص من «بروي» بالقيام بما يلزم ليجعل هذا الحدث ذكرى لا تنسى. كما خصصت «بروي» قاعة مخصصة للألعاب الترفيهية التثقيفية، وهي مقتبسة عن فكرة استرالية تقدم للولد التسلية والمتعة بقالب تعليمي ثقافي مميز.


ثعبان البحر

المنطقة التي يمكن أن تعتبر الأجمل بالنسبة للأطفال وذويهم في «بروي»، لعبة «ثعبان البحر» وهي عالم منفرد بحد ذاته. وهي ترجمة عملية لتعهد «بروي» تجاه زبائنه بتوفير أجواء اللعب والتعلم والاستكشاف من خلال مجسم ضخم لثعبان البحر والذي يحتل مساحة ألف متر مربع في وسط المتجر، بطول ثلاثين مترا وعرض عشرين وارتفاع 12مترا وهوبحجم أربعة من باصات لندن الشهيرة ذات الطابقين. وهومنطقة جذب فريدة من نوعها في المنطقة، أرضيتها مصممة من مواد بلاستيكية تحمي الطفل أثناء التنقل داخلها، ويمتد في جزء كبير من هذه الأرضية الرمل النظيف، حيث يمكن للطفل اللعب بأمان. ويتوسط منطقة اللعب التي تضم مختلف المناطق التفاعلية بما فيها آلة الهارب السحرية من دون أوتار ونادي الأدغال وصالة للحفلات.

وتتميز منطقة ثعبان البحر بميزة أساسية للولد وأهله بالوقت نفسه. قام بروي بتصميم نظام «تحديد حركة الأطفال ومتابعتها» بالتعاون مع شركة TAG STONE، الذي يتابع حركة الطفل وتواجده داخل المتجر. وذلك بوضع سوار الكتروني مرقم ومغطى بلعبة في معصم الولد، بعد أن يأخذ الطاقم المسؤول عن لعبة الثعبان اسمه ورقم هاتف ذويه، ويعطيهم في المقابل رقم سوار ولدهم، لكي يتمكنوا من متابعته والاطمئنان عليه أثناء التسوق داخل المتجر. فما عليهم الا ضغط رقم السوار على الشاشات الخمس الموزعة داخل بروي، ليراقبوا تحركات طفلهم داخل الثعبان والتي تقوم بنقلها سبع عشرة كاميرا موزعة داخل منطقة الثعبان.




«بروي»... الاسم والتصميم


يتخيل للسامع باسم بروي وللوهلة الاولى بأنه اسم أجنبي، خاصة مع الاسلوب المتطور الحديث الذي قدمت فيه الدعاية الاعلانية والموسيقى الأجنبية في الحملة الاعلامية التي أطلقها «بروي» في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة. الا أن «بروي» هي كلمة كويتية قديمة ،تعني «لعبة البنات الصغار بالعرايس»

ويسعى متجر «بروي» لأن يصبح ماركة عالمية، لذلك تجد التشكيلة الواسعة الموجودة في المتجر، والتي تزيد على 20 ألف منتج متنوعة بين الملابس والأكسسوارات والألعاب والقرطاسية، تقسم مناصفة بين تصميمات بروي الخاصة والتي أعدت خصيصا في لندن لمنطقة الخليج، وبين أرقى الماركات العالمية الخاصة بالأطفال والتي تلقى اعجاب الخليجيين عامة. وذلك لتلبية مختلف أذواق وتطلعات الأطفال من مختلف الأعمار، فقد تم التركيز بشكل كبير على الجودة والنوعية. ويتم تصنيع 60 في المئة من مجمل بضائع بروي خصيصا للمنطقة وتأتي تحت اسم ماركة بروي التي تم تطويرها وفق مقاييس تستند الى معايير ذوق الأطفال وسلامتهم والجودة والتصميم المبتكر.

وأكثر ما يلفت نظر زائر «بروي» هو التنظيم والترتيب والنظافة في المتجر والذي يعكس الطمأنينة في نفوس الاهل على أولادهم لأن وسائل الحماية والأمان موزعة في كل ركن من أركان المتجر. كما يقوم فريق مختص بتنظيف المكان مرتين يوميا، خاصة في الأجزاء المخصصة للعب الاطفال. كما يضم «بروي» غرفة اسعافات أولية تشرف عليها ممرضة متخصصة بينما تراقب منطقة لعب الأطفال كاميرات مراقبة وأنظمة استشعار للدخان ونظام اطفاء متطور. كما أن جميع منتجات بروي مطابقة لمواصفات السلامة والأمان المعتمدة في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والسوق الاوروبية المشتركة»


 


طاقم «بروي»


خضع طاقم «بروي» لتدريبات مكثفة في معهد للتدريب على البيع بالتجزئة في الفليبين، كما أن معظم الموظفين يملكون خبرة واسعة في أكبر وأشهر مراكز البيع بالتجزئة في الكويت. كما أن شركة م س ريتيل منحت فرصة لموظفيها من الجالية الفليبينية باكمال تحصيلهم العلمي وتقديم امتحان شهري عبر الانترنت،للحصول على شهادة بنهاية فترة عقودهم، من أحد المعاهد المتخصصة هناك، 

 

توسعات خارجية


كشف رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة «م س ريتيل» فهد المطوع للراي، ان الخطوة الثانية للشركة ستكون افتتاح متجر «بروي» في السعودية في مجمع RED SEA MALL في مدينة جدة، وهوفي مراحله النهائية، كما أن الشركة، وهي واحدة من شركات م س القابضة، تسعى لتوسيع استثماراتها في معظم دول الخليج. بعد أن قامت الشركة بدراسات لدبي،أبوظبي، جدة والرياض. 


 


عالم الأطفال الخاص


اذا نظرنا الى ديكور بروي وتصميمه نرى أن كل تفصيل صغير يتمتع بأهمية كبرى،مفصل على قياس الأطفال وراحتهم وأسلوب حياتهم من غرف القياس المرحة والممتعة والمصاعد وطاولات المقهى والكراسي الى نقاط الدفع والكاشيير وعربات التسوق المحببة ولافتات العرض السهلة القراءة.

والى جانب تحويل السوق الى رحلة مثيرة للأطفال من خلال مغامرات داخل المتجر لا تنسى، يقدم بروي أيضا جوانب ترفيهية مثل ركن القهوة والعصائر، وفوتوبروي وهواستديوالتصوير المرح، وصالون بروي حيث يمكن للأطفال اختيار قصات الشعر العصرية، وقسم الكتب وركن العناية بالأظافر للبنات، وقاعات الحفلات المزينة، وروزنامة سنوية رائعة للأنشطة وورش العمل التربوية والتعليمية.

 

غرفة تبديل الملابس الذكية


حرصا منه على راحة الأم الحامل، صمم «بروي» في قسم الحوامل غرفة تبديل للملابس أقل ما يقال عنها بأنها ذكية.وهي موجودة فقط في اليابان والمانيا. اذ أن هذه الغرفة مزودة بجهاز الكتروني يصل السيدة بالعاملات في المتجر. ويمكنها أن تطلب أي قطعة تريدها أوأن تطلب مقاس أكبر من الذي اختارته في البداية. من دون أن تضطر للخروج من مكانها، عبر ضغط رقم القطعة ومواصفاتها على هذا الجهاز،لأن المرأة الحامل تعاني صعوبة في التنقل في الأشهر الأخيرة من حملها.