المشهد الأول
تحت أمطار الشتاء تجدني... ألتحف بردائي الثقيل... وأحمل مظلتي...
أبحث عنك... تخترق نظراتي قطرات المطر ودخان السيارات... لتنصب على وجوه البشر وتحرقها...
تتأمل تقاسيمها الدقيقة علّها تجد وجهك بينها.
علّها تلمح محيّـــاك...
لترجع منكسرة مهزومه... كلما تمنت وجهك... ولم تلقاك!
المشهد الثاني
وأمضي حاملة ذلك الهم... في ذلك الشارع الخالي بــ عينيّ رغم ازدحامه.
تنيره اضاءة خافتة وتلقي على أطرافه شيئا من نور البيوت المتراصّة حوله...
أقف عند مفترق الطرق... أظل أحملق بالرصيف من تحت قدمي... وزخات المطر لازالت تتساقط بحنان...
ويتهادى لمسامعي من الطرف الآخر...
« ليتنا دايم نشوفك... ليت كل مره تجينا... يا حبيبي لا تقاطع... هالله.. هالله عاد فينا....» *
وتنهمر الدموع... لتختلط بقطرات المطر... وتتساقط كتساقطها على مفترق الطريق...!
المشهد الأخير
أضيء شمعتي... وأدني الأوراق... أحتضن دفء القلم بأناملي...
وأنكب على رسم حروفي قصيدة حب للغائب...
أقتات فيها على مشاعري... على أملي...
على بضعة من ذكرياتك...
علّك تعود... فأجد ما أهديه لك.
*للشاعر فهد الهاجري من قصيدته «الأسامي»