الدعاء في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم ومناجاة المولى عز وجل في علاه وطلب التوبة والغفران من انجح وافضل اساليب الشفاء في طرق علاج الطب النفسي المتبعة حديثا.
وتعتمد هذه الوسيلة والاكيدة للشفاء على احداث مهادنة بين النفس والضمير فيتسامح الضمير واذا ما تسامح الضمير واستشعر الانسان العفو منه والصفاء بينه وبين النفس زالت العقد النفسية والامراض العصبية وعاد الانسان الى حالته الطبيعية من الهدوء والاستقرار والرضا والتوازن والتماسك. وفي ليلة القدر يتجلى اثر الشعور بغفران الذنوب على صحة الانسان النفسية والجسدية فكما جاء في الحديث الشريف «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». فالشعور بغفران الذنوب التي تثقل كاهل المسلم يخلصه من الحزن والاكتئاب والشعور بالندم والقنوط فترتقى حالته النفسية وتطمئن روحه فيكون المسلم في مأمن من الاصابة بالامراض النفسية والعصبية التي تنعكس اضرارها على سلامة الجسد فيما يعرف بالامراض النفسجسمانية.
عزيزي القارئ ليلة القدر لايحيط بقدرها الادراك البشري وتشرق بالسعادة والاطمئنان والشفاء فدعاء ليلة القدر يريح النفوس المتأزمة والشعور بالغفران يفرج الكروب ويشفي الصدور.
الدعاء في ليلة القدر وطلب المغفرة والتوبة هو نوع وطريقة علاج ووسيلة شفاء من انجح وافضل اساليب الشفاء المتبعة في الطب النفسي حديثاً.
دعاء ليلة القدر أفضل أساليب الشفاء
قال تعالى في محكم آياته «قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم» (الزمر: 53).
قرر علماء النفس ان جميع الامراض النفسية ترجع الى الكبت الذي يسبب عقدا نفسية لاشفاء منها إلا بما يسمونه التحليل النفسي الذي يتم بأن يجلس الشخص في عيادة الطبيب النفسي ويعترف بأخطائه.
وهذا الاعتراف يقول عنه الاطباء انه وصفة منطقية سلوكية تكشف عن اخطاء المريض فيراها ويشعر بها فتحدث مهادنة بين النفس والضمير فيتسامح الضمير.
واذا ما تسامح الضمير واستشعر الانسان العفو منه والصفاء بينه وبين النفس زالت العقد النفسية وعاد الانسان الى حالته الطبيعية.
ولهذا فان العقد النفسية ليست وهما كما ان الألم والظواهر التي تصاحب هذه الامراض انما هي اشد من الامراض العضوية وتماثلها في الاعراض.
واذا كان علاجها هو الاعتراف بالخطأ امام الطبيب ليتسامح الضمير فكيف الحال عندما يقر الانسان باخطائه ويعترف بذنوبه امام رب العالمين عز وجل في الليالي المباركة كليلة القدر التي هي خير من الف شهر.
فشتان بين الاعتراف امام الله سبحانه وتعالى والاعتراف امام الطبيب ليتسامح الضمير.
دعاء ليلة القدر شفاء
جاء في الحديث النبوي الشريف «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
فالدعاء في ليلة القدر فيه راحة للنفس القلقة وتهدئة للاعصاب المتوترة ومناجاة لله سبحانه وتعالى تشفي الصدور المتأزمة وتفرج كروب النفس.
وشعور المسلم بانه بين يدي الله يغفر ذنوبه التي اثقلت نفسه بالمعاناة والقلق والتوتر والخوف والشعور بالندم على ارتكاب المعاصي والذنوب وما يسببه من انفعال وحزن واكتئاب.
والشعور بالغفران في ليلة القدر يشرح الصدر فتحل الطمأنينة والسعادة محل القلق والخوف والحزن والندم التي لها تأثير خطير على الصحة النفسية والجسدية.
دعاء ليلة القدر والشعور بالغفران
علاج للأمراض السيكوسوماتية
أثبتت الابحاث الطبية أخيرا ان كثيرا من الامراض المستعصية والأمراص النفسجسمانية والاضطرابات العصبية والأمراض المناعية والروماتيزمية ونوبات الذبحة الصدرية ما هي إلا أعراض بدنية تعبر عن حالات نفسية ناشئة عن اضطراب نفسي مثل القلق والخوف والغضب التي تضعف جهاز المناعة.
فعندما يضعف جهاز المناعة الذي يتصدى للعدوى بالميكروبات التي تهاجم الإنسان وتسبب له الامراض وكذلك يتصدى جهاز المناعة لنشوء الخلايا الغريبة الشاذة التي من الممكن ان تتحول لخلايا سرطانية.
وكذلك تؤدي حالات القلق والخوف والغضب الناتجة عن الابتعاد عن ذكر الله إلى صدور أوامر من العقل الباطن للاعضاء والاجهزة المصابة كوسيلة من وسائل تدمير النفس لأنه خلق ولديه الوسائل الدفاعية التي لو استخدمت الاستخدام الصحيح لأمدته بقوة هائلة تؤدي إلى الشفاء بل وتقيه المرض.
الإيمان علاج للخوف
والقلق والحزن
قال تعالى (الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) «الرعد: 28».
وقال عز وجل (هو الذي انزل السكينة في القلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) «الفتح: 12».
وجاء في الذكر الحكيم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) «الطلاق».
ويقول الدكتور كارل يونغ وهو من أعظم علماء النفس «إن كل المرضى الذين استشاروني خلال الثلاثين عاما الماضية من كل انحاء العالم كان سبب مرضهم هو ضعف ايمانهم وتزعزع عقيدتهم ولم ينالوا الشفاء إلا بعد ان استعادوا ايمانهم».
ولا عجب ان يصل الباحثون والاطباء إلى أنه لا علاج لهذه الحالات إلا بالإيمان بالله القادر.
ويقول د. وليم جيمس أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد إن اعظم علاج للقلق ولا شك الإيمان.
ويقول د. بريل «ان المرء المتدين حقا لا يعاني قط مرضا نفسيا».
ويقرر علماء النفس ان «اطباء النفس يدركون ان الإيمان القوي والاستمساك بالدين كفيلان بأن يقهرا القلق النفسي والتوتر العصبي وان يشفيا هذه الامراض». أوليست دعوة الإسلام إلى الإيمان المطلق بالله وقاية للانسان من القلق وعلاجا له وحماية من الاصابة بالامراض النفسية وهي الخوف والحزن والاكتئاب والتوتر والانفعال. وكثيرا من الامراض العضوية التي تنجم عن هذه الحالات النفسية وتسمى بالامراض النفسجسمانية مثل نوبات القولون العصبي وقرح المعدة والازمات الربوية وارتفاع السكري والضغط الذي يؤدي إلى تصلب جدران الشرايين والاصابات بالجلطات التي تسدها وينتج عنها حالات الشلل النصفي والنوبات القلبية. كذلك الامراض الجلدية تزداد حدة اعراضها ومعاناتها.
ختم القرآن علاج للتوتر
تلاوة القرآن الكريم وختم المصحف الشريف في شهر رمضان اضافة للأجر العظيم من المولى عز وجل فيها شفاء للصدور وعلاج للتوتر العصبي الذي يرهق النفس البشرية ويضر بصحة الجـــسد وصحة النفس.
ولقد أثبت العلم الحديث الاثر النفسي المهدئ للقرآن الكريم فقد استعملت اجهزة كمبيــــوتر لمراقبة وقياس أي تغــــيرات فســــيولوجية عند عدد من المتطوعين الاصحاء أثناء استماعهم لتلاوة القرآن الكريم. وقد تم تسجيل وقياس اثر الاستماع لآيات القرآن الكريم عند عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية وكذلك عند عدد من غير المسلمين.
ودلت التجارب على تخفيف درجة التوتر العصبي وهذا يرجع إلى العامل الأول: صوت الألفاظ القرآنية باللغة العربية بغض النظر عما اذا كان المستمع قد فهمها أو لم يفهمها وبغض النظر عن إيمان المستمع.
والعامل الآخر فهم معاني المقاطع العربية التي تليت ولو كانت على التفسير بالانكليزية دون الاستماع إلى الالفاظ القرآنية باللغة العربية.
مناسك العمرة ترفع اللياقة الصحية... ولبيك اللهم لبيك العلاج النفسي والروحي
العمرة هي زيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك من احرام وطواف بالكعبة وسعي بين الصفا والمروة والتقصير ومن خلال خبرتنا الطبية والصحافية نجد ان في اداء مناسك العمرة فوائد طبية جمة ومنافع صحية عيمة جسدية ونفسية.
رفع مستوى اللياقة الصحية
الاستعداد لتأدية مناسك العمرة يرفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للمسلم.
وهو تدريب للتغلب على المشقات والتضحية بالراحة والدعة وذلك تربية للمسلم على ان يكون في وضع استعداد لمواجهة الشدائد والصبر على المكارة ومواجهة الحياة كما فطرها الله بأزهارها واشواكها بشهده ومرها وبذلك يقوى المسلم على مقاومة رغبات النفس في التطلع لحياة الدعة والرفاهية والخمول.
الإحرام والمكتسبات النفسية
لباس الاحرام فيه راحة للجسد ويشعر المعتمر المحرم بالمساواة بين البشر وانهم متساوون أمام رب العالمين فلا ينفع الانسان الا عمله الصالح.
وفي لباس الاحرام تذكير للإنسان «بالكفن» الذي يرسخ في وجدانه انه لا ينفع الإنسان سلطانه وثروته وجاهه وأولاده وهذا الشعور يخفف على الانسان احساسه بالاخفاق والفشل في تحقيق مآربه الدنيوية والذي يولد الحقد والضغينة في القلوب وهما ام الأمراض النفسية وفي الالتزام بالاحرام واداء المناسك تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتقوية الارادة وتنميتها وبذلك تكون في مأمن من الاصابة بالأمراض النفسية لأن النفس المطمئنة التي تملك الارادة القوية لا تصاب بالأمراض النفسية.
اداء المناسك شفاء لأمراض العصر
في تأدية المناسك من طواف وسعي اختبار للياقة الصحية والبدنية للمعتمر ليكتشف مدى ما لحق به من امراض العصر التي نعاني منها.
ففي الطواف حول الكعبة المشرفة يهرول المعتمر في الاشواط الثلاثة الأولى «وهو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى». وكذلك في السعي بين الصفا والمروة يهرول المعتمر اثناء اشواط السعي السبعة ما بين العلمين الاخضرين.
فقد يشعر البعض بألم المفاصل ومعاناة النهجان والخفقان فألم المفاصل الذي يشعر به نتيجة اصابة هذه المفاصل بما يعرف بالخشونة التي تعيق حركة مفاصل الركبتين والظهر والعنق وتصاب العضلات والأربطة حول هذه المفاصل بالتيبس نتيجة قلة الحركة وعدم اعتماد المشي وسيلة للانتقال ومكيفات الهواء الباردة وحياة العصر بطبيعتها من يحث نوعية الطعام وحركة الإنسان حتى الأجهزة التي بالمنزل تعمل بما يسمى بالريموت كنترول فلايتحرك الانسان حتى لتشغيل هذه الاجهزة فيعتاد على الخمول والكسل وينجم عن هذا زيادة في الوزن والاصابة بالسمنة التي هي ام الأمراض كالسكري وتصلب الشرايين وارتفاع الكولسترول ودهون الدم وارتفاع ضغط الدم وخشونة المفاصل.
فأثناء اداء المناسك يشعر الإنسان الذي اصابه احد امراض العصر بالنهجان والخفقان واذا كانت الحالة متقدمة يشعر بألم في الصدر وهذا انذار بأن يهتم بصحته ويجري الفحوص على القلب والشرايين وفحص الدم للسكر والدهون والكوليسترول والهموسستين.
لبيك اللهم لبيك العلاج النفسي والروحي
لبيك اللهم لبيك فيها راحة للنفس القلقة وتهدئة للأعصاب المتوترة ومناجاة لله سبحانه وتعالى تشعر المسلم بالقوة والتماسك والاستقرار النفسي وتفرج عن ازمات الصدر النفسية وكروبها.
وشعور المعتمر بأنه بين يدي الله فيغفر ذنوبه التي اثقلت نفسه بالمعاناة والندم على ارتكاب المعاصي والذنوب فيشرح صدر المسلم بالغفران فتحل الطمأنينة والسعادة محل القلق والخوف والندم والحزن.
وبذلك يعود المسلم بنفس مطمئنة بعد اداء مناسك العمرة ليكتسب مناعة ضد الأمراض النفسية والعصبية فكما يقول علماء الطب النفسي «النفس المطمئنة تملك الوقاية من الأمراض العصبية والنفسية».
كذلك الشعور بالغفران والهدوء النفسي والاستقرار العاطفي ثبت انه يقوي عمل جهاز المناعة الذي يتأثر كثيراً بالحالة النفسية فالسعادة والرضا والشعور بالاطمئنان تقوي المناعة.
اما الشعور بالندم والقلق والاحباط يضعف عمل جهاز المناعة فيصاب الإنسان بالأمراض والأورام والسرطانات. كذلك الشعور بالسعادة والغفران يقيان الإنسان من الاصابة بالأمراض النفس جسمانية وهي الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان وهي ذات منشأ نفسي.
الاستشفاء بماء زمزم
ثبت في الصحيحين عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لأبي ذر عن ماء زمزم وقد اقام بين الكعبة واستارها اربعين ما بين يوم وليلة وليس له طعام غيره «أنه طعام طعم» وزاد غير مسلم باسناده «وشفاء سقم» اي شفاء من السقم.
وروى ابن ماجة عن جابر عن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال «زمزم لماشرب له» وعاشت عليه السيدة هاجر واسماعيل عليهما السلام فأغناهما عن الطعام والشراب.
مكونات ماء زمزم
تقول الدراسات الطبية والابحاث العلمية والتحاليل الطبية الحديثة ان ماء زمزم لا يعرف في الدنيا ماء له مثل هذه الخواص حيث يكثر فيه ملح البوتاسيوم والكالسيوم والكلور وحامض الكبريتيك وحامض الأزوتيك.
اما المقادير فهي كما جاء بالتحاليل الكيميائية بالمليغرامات في اللتر الواحد كما يلي:
- قلويات 263
- كلوريدات 786
- ماغنسيوم 130.7
- صوديوم 501.6
- بوتاسيوم 30
- نشادر 0.10
- نشادر عضوي 0.66
- حديد 0.15
- كربونات 365
- كبريتات 190
- كمية الاملاح الذائبة 1620
- المونيوم لا يوجد
- رصاص لا يوجد
الفوائد الصحية لماء زمزم
أوضحت الدراسات الطبية والابحاث العلمية الحديثة ان هذه النسب وكمية الاملاح الموجودة في ماء زمزم هي بالضبط نفس النسب الموجودة في المحاليل الطبية لمعالجة هبوط الدورة الدموية وهبوط ضغط الدم ومعالجة الجفاف والانهاك الحراري الذي ينتج عنه فقدان الماء والأملاح الحيوية بسبب التعرق الغزير.
وتستخدم الاملاح الحيوية في علاج الجفاف الناتج عن التقيؤ المستمر والاسهال الشديد.
فتعيد الحيوية للإنسان وتعوضه عما يفقد وكأن الله سبحانه وتعالى خلق هذه المياه المباركة لتكون وقاية للحجاج والمعتمرين من الجفاف الذي ينتج عن التعرق الشديد. وكذلك وقاية من حدوث هبوط في الدورة الدموية وأيضاً الحماية من الاصابة بالانهاك الحراري الذي قد يودي بحياة الإنسان نتيجة فقدان السوائل والاملاح الحيوية عند التعرض للحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والتعرق الغزير.
لقد اراد الله عز وجل ان يكون ماء زمزم علاجاً ربانياً مجانياً وخالياً من الجراثيم والكيماويات الضارة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين.