د. علي عبدالله جمال /فزعة... على الطريقة الليبرالية!

1 يناير 1970 06:32 ص
د. علي عبدالله جمال

اقتصرَت مفردة «فزعة» في السابق على من يُطلق عليهم نوّاب المناطق الخارجية المرتبطين بقواعد قبلية. أما هذه الأيام، فنحن على مشارف «فزعة» من نوع آخر، فزعة «هاي كلاس» أبطالها أعضاء مجلس أمة وكُتّاب ونشطاء سياسيون يُصوّر لهم البعض بأنهم هم من يقود الشارع السياسي الكويتي، وأنهم هم، وحدهم لا أحد غيرهم، المناضلون والباذلون لكل غال في سبيل الحريات والديموقراطية والدستور! بالطبع، نتحدّث هنا عن «الفزعة» التي يُروّج ويطبِل لها البعض من «عيال بطنها» للدفاع عن وزيرة التربية نورية الصبيح، والذي أساؤوا فهم قاعدة «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، وتناسوا تلك النبرة الجازمة التي تحدثت بها معالي الوزيرة عن استعداد الوزارة التام للعام للدراسي. هذه الاستعدادات التي كشفت رداءتها صورة نقص الطاولات الدراسية التي عرضتها «الراي» في صفحتها الأولى ودقّت بها ناقوس خطر التربية.

نتفق مع إخواننا الليبراليين بأن هناك من يصطاد في الماء العكر ويترصّد لأي خطأ قد يساهم في هز «عرش» معالي الوزيرة. ولكن أيها الأخوة من المفترض بكم هنا نُكران الذات الليبرالية والالتفات إلى «ما يُقال لا إلى صاحب المقولة». فمشاكل وزارة التربية تبدأ من «الطباشير» إلى نقص المدرسين والكتب المدرسية وسوء إدارة وغيرها. ولنتّخذ الدكتورة معصومة المبارك قدوة، حينئذ رفع الكثيرون القبعات احتراماً لها بعد تحملها للمسؤولية الأدبية والسياسية كاملة جراء حادث لم يكن لها فيه لا ناقة ولا جمل.

فهل يحق لذلك الكاتب من «علية القوم» أن يستل قلمه ويفزع لتلميع اسم معالي الوزيرة عن طريق الإساءة للغير وبلا أدنى دليل يُذكر. وإذا كانت هذه الأخطاء الجسيمة تتكرر في عهد وزيرة قوية تعرف مداخل ومخارج الوزارة فالخوف كله ممن يجهل دهاليز الوزارة. ولا نعلم ماذا سيكون الرأي الليبرالي لو كان الوزير ممن يُطلقون لِحاهم.

فهل نحن على أعتاب استجواب تقوده القوى المتخلفة والقـــبليـــة والحزبــــية، كما يســــمّيهم علــــية القوم، ضد عيال بطنها من أصحاب الدماء الزرقاء؟ أو مثل ما يـــقــــول المثل «إللي عنده ظهر ما ينضرب على بطنه»! والله من وراء القصد.


خربشة

مركز خدمة المواطن في ضاحية عبد الله السالم يغلق أبوابه أمام المراجعين عند الساعة 12 ظهراً، يبدو أن للصيام أحكاماً يا داخلية؟


د. علي عبدالله جمال

طبيب وكاتب كويتي

[email protected]