قامت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بتوجيه دعوات كثيرة إلى نخبة من أهل العلم والفضل لزيارة الكويت مساهمة منها في احياء القلوب وترسيخ مفاهيم الخير في نفوس الصائمين، وكان من بين هؤلاء المدعوين فضيلة الشيخ الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي وهو من وجوه العلم والثقافة الشرعية والفكرية في سورية ورئيس كلية الشريعة في جامعة دمشق... وقد احتفى فيه مسؤولو وزارة الاوقاف وكوادرها وقضى معنا اسبوعا كاملا ينتقل من مسجد إلى مسجد ومجلس علم إلى آخر. ذاق خلالها - كما قال - حلاوة اللقاءات مع أهل الكويت مواطنين ومقيمين، وشكر كثيرا لاهل هذا البلد حرصهم على طلب العلم وكريم اخلاقهم وجميل سجاياهم.
ولكن الصدمة الكبرى كانت في النهاية، ولم تكن مسكا كما هو متوقع، لكنها كانت علقما مرا على الشيخ البوطي حيث توجه ظهر الخميس إلى المطار استعدادا للسفر على اعتبار ان طائرة الكويتية المتوجهة إلى دمشق كانت ستقلع في الساعة الرابعة عصرا، وهو ما جعله يتوجه إلى المطار في الساعة الثانية ظهرا، وبعد أن تسلم بطاقة صعود الطائرة هو وزوجته، وختما جوازي سفرهما تم الإعلان عن تأخير اقلاع رحلة الطائرة وانتظر حاله كحال الناس ولم يتم الاعلان عن ساعة الاقلاع، وبعد ان شعر بالتعب والاعياء كون الشيخ كبيرا في السن ويعاني من امراض في مفاصل العظام تستدعي تمدد جسده واخذه العلاج توجه إلى «كاونتر الكويتية» بالمطار ليفاجأ برد غير مسؤول من موظف يفتقد للباقة الحديث مع المراجعين حيث صدم الشيخ بقول الموظف حينما سأله عن موعد الاقلاع بانه لا يدري، وحينما اخبره الشيخ بانه حالة خاصة على اعتبار وضعه الصحي الحرج، كان رد الموظف «شسويلك انت مو أحسن من الناس».... والشيخ لم يَقُل عن نفسه انه أحسن من الناس لكنه طالب بحقه في معرفة ساعة الاقلاع حتى يتهيأ نفسيا للوضع الذي كان يعايشه... وتأخر اقلاع الطائرة لاكثر من خمس ساعات عن الموعد المحدد وحينما عاد للسؤال لم يجد إجابة وفي الحادية عشرة ليلا اخبروهم أن الطائرة لن تقلع وان عليهم العودة من حيث اتوا استعدادا للسفر صبيحة الجمعة (أمس) حيث اقلعت طائرة البؤس في التاسعة والنصف صباحا... كنا نظن ان تردي خدمات الكويتية كان بسبب نقص في الميزانية او سوء ادارة او تنفيع، لكن تبين - ومع شديد الأسف - ان هناك من ابنائها من لا يبالي بسمعة الخطوط الكويتية، مما يزيد من اتساع دائرة الخلل والأخطاء المتراكمة لهذه المؤسسة المنكوبة ببعض منتسبيها مسؤولين وموظفين. ونحن نيابة عن محبي الشيخ البوطي نعتذر عما حصل معه من تقصير وسوء ادب من شخص لا يمثل الا نفسه ونتمنى الا تترك هذه الحادثة اثرا في نفس الشيخ الجليل.
محمد العوضي