د. وائل الحساوي /نسمات / إلى نواب الفزعة: إنما للصبر حدود!

1 يناير 1970 06:32 ص
د. وائل الحساوي

 


لقد بذل سمو الأمير جهودا كبيرة في نزع فتيل التوتر السائد في الأجواء النيابية الحكومية وتمنى على الجميع ايثار مصلحة الكويت ومنع الانجراف وراء المشاحنات والتصعيد غير المبرر، ولكن يبدو أن «بوطبيع ما يغير طبعه»، وأن نفخة الشعور بالقوة والهيمنة والنرجسية التي تسيطر على بعض نواب مجلس الأمة لا يمكن علاجها بالتهدئة والنصيحة، فها نحن نتابع على صفحات الجرائد كل يوم تهديدا ووعيدا بالاستجواب لوزير، وهذا التهديد والوعيد لو كان مبنيا على حقائق ومستندات حقيقية لكنا أول من يؤيده، ولكنه غالبا ما يكون استعراضا للقوة ومحاولة لإيهام الناس بأن هذا النائب يملك مفاتيح القوة المطلقة في البلد، ويكفي أن يؤشر على رأس أكبر مسؤول ليسقط غير  مأسوف عليه، بل وفي كثير من الأحيان قد يكون هذا التهديد لاقناع الناخبين بأن نائبكم الذي اخترتموه ما زال تحت الأضواء، أو الأسوأ من كل ذلك هو الضغط على الوزراء لتمرير معاملات الناخبين وإلا فالعصا بانتظاره.


لا أدري لماذا لا تدرك تلك الفئة من النواب بأننا نحن الناخبين نشمئز من تصريحاتهم تلك ونتمنى أن يتم اسكاتهم بأي وسيلة؟ فقد أصبح تكرار التهديد بالاستجواب اليومي أشبه بسيارة السباق التي انتهى عمرها الافتراضي وأصبحت «سكراب» بينما يصر صاحبها على المشاركة في جميع السباقات.


قالت وزيرة التربية نورية الصبيح في تصريح لها: «منذ بداية العام الدراسي لم توجه أي انتقادات، وحين نقل المقصرون بدأ الحديث عن نقص واخفاقات».


إن تصريحها هذا قد كشف حقيقة الفزعة القبلية التي ملأت الصحف قبل أيام والتهديد والوعيد من بعض النواب باستجواب الوزيرة بسبب اخفاقاتها، فأين كنتم قبل ان تنقل صاحبكم من موقعه؟! وأتمنى ان تصمد الوزيرة ولا تخضع لهذه الفئة التي لا تجد إلا الصراخ والتهديد والوعيد لتمرير أجندتها الفئوية والمصلحية. وقد فرحت قبلها بتصريحات النائب أحمد المليفي في كشف حقيقة بطولات بعض النواب الزائفة التي تغمض عينيها عن الجذع في عين أصحابها وترى القذى في عيون الآخرين، كما فرحت لبيان التكتل الوطني في لوم رئيس مجلس الأمة على تدخله لدى القضاء من أجل نائب، فلماذا يصر  النواب على ان تكون لهم معاملة خاصة تختلف عن بقية الناس؟!


إن اصلاح مجلس الأمة يجب ان يأتي من داخله ومن تصدي النواب المخلصين لزملائهم المخالفين، فاذا كان الدستور قد أعطى للنائب صلاحيات مطلقة في المحاسبة وفي استجواب الوزراء اعتمادا على أن النائب أمين على عمله، فان الانحراف في استخدام السلطة لا يتصدى له إلا نواب المجلس أنفسهم، حتى الاستجوابات التي يتصدى لها افراد أو مجموعات من النواب ان لم تجد الآذان الصاغية من بقية النواب والتشجيع فإنها تفشل في مهدها، بينما تراكض الآخرين لتأييدها بالحق أو  بالباطل هو الذي يعطيها القوة.


أتمنى من رئيس مجلس الأمة ان يشكل مجلسا من الحكماء من نواب المجلس لهم من القوة والنفوذ لفلترة تصرفات بقية النواب ولاجهاض جميع التصرفات المنحرفة في مهدها، وحتى لفرض العقوبات على المتجاوزين، ولا يكتفي بادارة الجلسات والسعي لارضاء جميع النواب، ومن دون ذلك فاني اتوقع ان تدخل الكويت في أزمة سياسية لا يمكن الخروج منها.


 




[email protected]