من مواعظ ابن عبدالعزيز
1 يناير 1970
06:43 م
قال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله:
من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه.
وبكى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز يوما بين أصحابه فسئل عن ذلك. فقال:
فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها، فاعتبرت منها بها.
ما تكاد شهواتها تنقضي، حتى تكدرها مرارتها.
ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر، ان فيها مواعظ لمن ادَّكر.
وقال عمر بن عبدالعزيز لخالد بن صفوان: عظني وأوجز. فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواماً غرَّهم ستر الله، وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبنَّ جهل غيرك بك علمك بنفسك أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعمّا افترض الله علينا متخلفين ومقصرين، والى الأهواء مائلين، فبكى عمر وقال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى.
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: القلوب أوعية الاسرار، والشفاء أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئ مفتاح سره.
قدم وافد على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فقال له: كيف تركت الناس؟
قال: تركت غنيهم موفوراً، وفقيرهم محبوراً، وظالمهم مقهوراً، ومظلومهم منصوراً، فقال: الحمد لله لو تتم واحدة من هذه الخصال إلا بعضو من أعضائي لكان يسيرا.
وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى الجراح بن عبدالله الحكمي: ان استطعت ان تدع مما احل الله لك ما يكون حاجزا بينك وبين الحرام فافعل، فان من استوعب الحلال تاقت نفسه الى الحرام.